التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:42 م , بتوقيت القاهرة

ليه المنتج الصيني أرخص من المصري؟

"نفس التيشيرت بنفس اللون ونفس الخامة ليه دا بـ350 والتاني بـ100 جنيه" التيشرت الأول مصري والتاني صيني"، يعني الصيني أرخص من المصري؟" سؤال تسمعه عادة وتطرحه أنت أيضا لو ذهبت إلى شارع عبد العزيز، أو العتبة.


نفس المنتج، نفس المواصفات، لكنك تجد المصري أعلى سعرا بكثير من الصيني. بالفعل يختلف السعر حسب الجودة والنوع، لكن ما يدهشك أن منتجا ما، قطعة من القماش أو حذاء بنفس الجودة والشكل والتصميم أيضا، تجد الصيني بسعر 100 جنيه، فيما يصل سعر نظيره المصري إلى 300 جنيه، الفارق الكبير يجعلنا بحاجة إلى معرفة أسباب الاختلاف، فالمنطق يقضي بأن يكون المنتج المحلي أقل سعرا، خاصة أنه لا يضاف إليه جمارك ورسوم النقل، وأيضا ربح المستورد وتجار الجملة ثم تجار التجزئة، وبالرغم من مرور المنتج المستورد بكل هذه الحلقات إلا أنه يظل الأرخص ثمنا.


لماذا الصيني أرخص؟


- توافر المواد الخام لمعظم المنتجات من الصين نفسها بأسعار رخيصة، وبالمقارنة مع المنتجات المصرية فإن المادة الخام المستخدمة يتم استيرادها من الخارج، وفي بعض المنتجات يتم استيراد 100% من الخامات مثل الأقمشة، ولعب الأطفال وغيرها من السلع بأسعار مرتفعة لتصبح بذلك أكبر عقبة تواجه الصناعة المحلية، فنحن بحاجة إلى زيادة الإنتاج المحلي في الخامات لإرثاء قاعدة بناء أساسية للصناعة لإنتاج احتياجات السوق المحلي بأسعار أقل من المستورد.


 - انخفاض تكلفة الشحن، ودعم المصانع المحلية هناك، فالمصنع تتوافر له المادة الخام بأسعار مناسبة، ويتم نقلها بتكلفة منخفضة، وتوفر الصين دعما للطاقة المخصصة للصناعة، بعكس مصر التي تعاني فيها المصانع من ارتفاع تكلفة الوقود وهو ما يضاعف تكلفة المنتج، ويظهر بسعر مرتفع في السوق.


- رخص الأيدي العاملة، وتوافرها، فعلى الرغم من ارتفاع معدلات البطالة هنا في مصر إلا أن المصانع بالفعل تعاني من نقص شديد في العمالة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب ويأتي على رأسها ثقافة العمل، والنظر إلى العمالة الفنية على أنها أقل اجتماعيا من خريجي الجامعات، وكذلك انخفاض الرواتب في المصانع في ظل ارتفاع أسعار السلع.



- دعم الصحة والتعليم أثر أيضا على سعر المنتج الصيني، ربما هذا غريب، لكن بالفعل أثر على المنتج من خلال حاجة العامل إلى راتب متوسط لتلبية حاجاته الأساسية، وبالتالي تتوافر العمالة الرخيصة.



- توافر التكنولوجيا الحديثة في  كل ما يتعلق بالإلكترونيات وأساليب التصنيع و غيرها، ومازالت مصر تخطو خطواتها الأولى لبناء البنية التحتية للتكنولوجيا الصناعية.


- طريقة التصنيع في المنازل في الصين، فهي تستفيد من القوة الكبيرة الطاقة الموجودة في المانزل من النساء من خلال جلب الخامات وتجميعها في المنازل بواسطة النساء والأطفال، فتبقى الأمهات إلى جانب أولادهن أثناء العمل مما يعطي إنتاجية عائلية عالية، وبالتالي يزيد دخل الأسرة، ويتوافر للمصانع أيدى عاملة رخيصة فهي ليست بحاجة إلى مواصلات أو حتى مكاتب للعمل، وبالتالي كل هذه الأسباب تخفض سعر المنتج الصين، وتجعله أرخص من المنتج المحلي.


اقرأ أيضا..


الفلانتين.. التعويم يقضي على أسطورة "الدبدوب"


"مش عاوزة ورد يا إبراهيم".. الورد في الفلانتين خراب بيوت