يوم فوق ويوم تحت.. "البيتكوين" العملة الأكثر جدلا في العالم إلى أين؟
من بين نحو 20 نوعًا من العملات المشفرة يتم تداولها في العالم، تظل البيتكوين العملة الأكثر جدلًا؛ خاصة خلال العامين الماضيين، والعام الجاري نتيجة الارتفاع المحموم في الطلب عليها خلال الأشهر الأخيرة، والذي رافقه صعود كبير في أسعارها تجاوز الـ 20 ألف دولار، قبل أن تنهار، مؤخرًا، إلى أقل من 10 آلاف دولار.
ووفقًا لآخر أرقام معلنة؛ تحسنت مؤشرات أداء عملة البيتكوين قليلًا خلال تعاملات اليوم "الخميس"، بعد أن تراجعت دون مستوى الـ 6 آلاف دولار في الثلاثاء الماضي.
وبحسب موقعCoinMarketCap.com ارتفعت البيتكوين بنحو 7.7 بالمئة، اليوم "الخميس"، لتسجل 8303 دولار، إذ سجلت الأسبوع الماضي أسوأ أداء أسبوعي لها منذ 2013.
ورغم هذا الارتفاع يتوقع بنك "جولدمان ساكس" أن يستمر هبوط العملات الإلكترونية حتى تصل القيم السوقية لبعض العملات إلى مستوى "صفر".
لماذا انخفضت البيتكوين؟
بحسب الأرقام المعلنة فقدت عملة "البيتكوين" نحو نصف قيمتها منذ بداية 2018، بعد أن ارتفعت بشكل لافت خلال 2017، إذ لم تكن قيمتها تتجاوز 920 دولار، في يناير 2017.
الخسائر الحادة التي منيت بها البيتكوين في 2018، جاءت بسبب إعلان المزيد من الحكومات والبنوك عن عزمها تضييق الخناق على تداول العملات الرقمية.
وفي الفترة الأخيرة ظهرت تقارير تشير إلى أن كوريا الجنوبية والصين قد تحظران تداول العملة مما أثار مخاوف من شن الجهات التنظيمية حملة أوسع على العملة.
وكانت مجموعة "لويدز" المصرفية البريطانية قالت الأحد الماضي إنها ستحظر على العملاء شراء بتكوين باستخدام بطاقات الائتمان.
وبهذا ينضم البنك البريطاني إلى العملاقين الأمريكيين "جيه بي مورغان تشيس آند كو" و"سيتي جروب"، اللذان أعلنا عن حظر مماثل بسبب القلق من أن البنوك قد تتعرض للمساءلة عندما تهوى قيمة العملات الشديدة التقلب.
ويرى المحلل كريج إيرلام لدى شركة "أواندا" لسمسرة العملات أن "العملات المشفرة لم تعد مرغوبة منذ منتصف ديسمبر، وتراجعها تفاقم بفعل سيل الأنباء السلبية، الذي لا يتوقف وتكهنات بزيادة الإجراءات التنظيمية تماما كما حدث عندما ساعد سيل الأنباء الإيجابية المطرد في ارتفاعها الفلكي".
وفي الفترة الأخيرة قرر العديد من المستثمرين في عملة "بيتكوين" وباقي العملات الرقمية بيع حصصهم والعودة إلى ما يصفونه بـ"الملاذ الآمن"، وهو الذهب.
موقف مصر من البيتكوين
على الرغم من الارتفاعات القياسية التي حققتها البيتكوين خلال العام 2017، إلا أنها تلقى معارضة كبيرة من قبل العديد من الدول التي ترفض تقنين التعامل بتلك العملة، لا سيما وأنها عملة رقمية تتسم بالتقلب جذبت اهتمام المستثمرين بغرض المضاربة في أنحاء العالم.
وقال عاكف المغربي، نائب رئيس بنك مصر، إن كافة البنوك المصرية لا تتعامل بعملة البيتكوين؛ لأنها عملة رقمية وليس لها رقيب يحدد قيمة العرض والطلب الخاصة بها لضمان عدم تواجد شبهة غسيل أموال وتمويل عمليات غير مشروعة.
وأضاف "المغربي" أن ارتفاع سعر البيتكوين بشكل كبير في فترة قليلة يعتبر خطورة كبيرة يجعلها غير آمنة على الإطلاق للتعامل بها.
وأوضح أن البنك المركزي لا يتعامل بتلك العملة ويحذر المواطنين من التعامل بتلك العملة الافتراضية.
ويعود السبب الرئيسي وراء رفض تداول البيتكوين في مصر في إن تلك العملة عبارة عن عملة وهمية (افتراضية) مشفرة من تصميم شخص مجهول الهوية يعرف باسم "ساتوشي ناكاموتو"، وتشبه الى حد ما العملات المعروفة من الدولار واليورو وغيرها من العملات، ولكنها تختلف في أنها وهمية، أي تعاملاتها على الانترنت وليس لها وجود مادي، ومشفرة، أي لا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء التي تتم بها أو حتى معرفة صاحب العملات.
سلبيات البيتكوين
أحد أخطر سلبيات البيتكوين هي سرية العملة وتشفيرها بحسب العاملون في القطاع المصرفي، فهذه كما أنها ميزة إلا أنها تنعكس ببعض السلبيات في أنها تعطي بعض السهولة للعمليات المشبوهة على الإنترنت كتجارة المخدرات وتمويل العمليات الإرهابية.
كما أن بعض خبراء الاقتصاد ينتابهم مخاوف من أن تلك العملة مجرد فقاعة وسوف تنفجر وتحدث معها أزمات اقتصادية ضخمة.
اقرأ أيضًا