كيف استعدت مصر لاستقبال السياحة الروسية ؟
تستعد مصر خلال أيام لاستقبال الرحلات الجوية المنتظمة مع روسيا، بعد توقف دام طويلا، وسط آمال عريضة من قبل العاملين في قطاع السياحة، أن يؤدي استئناف الرحلات المنتظمة إلى زيادة معدلات الإشغالات السياحية ولو بنسب طفيفة، لحين عودة الطيران الشارتر (العارض) بين روسيا والمنتجعات المصرية في شرم الشيخ والغردقة.
ووقعت مصر وروسيا منتصف الشهر الجاري اتفاقا بشأن التعاون في أمن الطيران المدني في خطوة أولى نحو استئناف الرحلات الجوية الروسية المنتظمة إلى القاهرة في فبراير المقبل.
وأوقفت روسيا الرحلات الجوية مع مصر في نوفمبر 2015 بعد حادثة تحطم طائرة ركاب روسية تابعة لشركة طيران كوجاليم افيا فى سيناء بفعل عمل إرهابي، أسفر عن مقتل 217 سائحا روسيا وسبعة من أفراد الطاقم كانوا على متنها.
ووضعت الحكومة المصرية خطط وبرامج عديدة لجذب السياح الروس، لاسيما وأن السياح الروسيون يمثلون نحو 35%، من إجمالي الحركة الوافدة سنويًا إلى مصر.
حملة ترويجية
وقال نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة اللواء أحمد حمدي، أن الهيئة لديها خطة جاهزة للترويج للسياحة المصرية في روسيا في انتظار قرار استئناف الطيران العارض من كافة المدن الروسية.
وأضاف لـ"دوت بيزنس"، أن الأهم هو عودة الطيران العارض من روسيا إلى مصر، الذي ينقل السائحين الروس من بلادهم إلى الأماكن المختلفة في مصر سواء شرم الشيخ أو الغردقة أو الأقصر وأسوان وغيرها.
وأوضح أن الهيئة ستقيم نتائج عودة الطيران المنتظم في فبراير المقبل، وستتخذ بناءا عليه خطواتها المقبلة، معربا عن أمله في أن تؤدي المباحثات مع الجانب الروسي في شهر أبريل القادم لعودة الطيران الشارتر منخفض التكلفة، الذي سيكون بمثابة العودة الحقيقية لعودة الإشغالات السياحية من السوق الروسي لمعدلاتها السابقة.
وأكد أن السوق الروسي يعد من أهم الأسواق السياحية لمصر حيث استقبلت مصر نحو 3 مليون سائح روسي في عام 2010، لافتا إلى أن الهيئة شاركت في عدد من المعارض السياحية في روسيا خلال العام الجاري.
من جانبه توقع نقيب السياحيين المصريين، باسم حلقة، إن تستقبل مصر نحو 2 مليون سائح خلال عام 2018 المقبل، ويمكن أن يرتفع على حسب الجهود التى ستبذلها الحكومة المصرية لجذب السائحين.
وأكد على ضرورة تجديد المنشآت السياحية استعدادا لاستقبال السياحة الروسية من جديد، وطالب البنوك المصرية بضرورة تنفيذ وعد محافظ البنك المركزي، بمنح قروض لشركات السياحة.
وأشار إلى أن السياحة الروسية تشكل أكثر من 55% من حجم الإشغالات في مدينة شرم الشيخ والغردقة.
مصر منافس قوي لتركيا
ويتوقع العاملون في قطاع السياحة أن يؤدي استئناف الرحلات بين مصر وروسيا إلى سحب مصر السياحة الروسية من تركيا.
وقال تاراس ديمورا، الرئيس التنفيذي لشركة TUI في روسيا ورابطة الدول المستقلة أنه بعد استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر يمكن سحب من 10-35% من السياحة الروسية الوافدة إلى تركيا.
وأكد أن هذا مرتبط بسياسة التسعير في الفنادق المصرية.
وقال ديمورا، إنه في هذه الحالة سوف تتنافس مصر وتركيا في الصيف بالتأكيد ولكن سياسة الأسعار المحلية ستلعب دورا كبيرا.
وأشار الرئيس التنفيذى لشركة TUI في روسيا ورابطة الدول المستقلة، إلى أنه زار تركيا هذا العام 4.3 مليون سائح روسي وهذا رقم قياسي، حتى أنه أفضل من السنوات ما قبل الأزمة، حيث لعبت الأسعار المحلية دورا كبيرا، وعمل الكثيرون على خفض الأسعار لجذب السياح.
وعلاوة على ذلك، تتوقع تركيا الآن أن حوالي 6 ملايين روسي سيأتون في عام 2018، حيث يبلغ متوسط ??سعر الليلة في الفندق التركي من 60 - 70 دولارا يوميا، فيما يبلغ سعر الليلة في الفندق المصري 30 دولارا، ولذلك إذا تم فتح الخطوط المصرية سيكون هناك زيادة في الإقبال عليها.
وأضاف ديمورا: "إذا كانت الفنادق المصرية تريد أن تزيد سعر الليلة ما بين 50 و60 دولارا، فإنها لن تجني الكثير من المال ولن تنافس تركيا.
وأشار إلى أنه بعد افتتاح خط القاهرة، سنفهم أنه في غضون شهر أو اثنين سيتم فتح خطي الغردقة وشرم الشيخ، وأن بعض المشغلين السياحيين يدرسون الاعتماد على القاهرة في التسويق للمنتجات السياحية المصرية، ولكن يجب أن يكون مفهوما أن الطلب في هذه الحالة سوف يختلف، ومن النادر أن يقوم السياح برحلات بحرية على النيل، وهذا لن يقدم تدفقا سياحيا كبيرا.
اقرأ أيضا..
"مسافرون": عودة السياحة الروسية ستشجع أوروبا على السياحة في مصر