التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:35 ص , بتوقيت القاهرة

"الضبعة".. كل ما تريد معرفته عن أول مشروع نووي مصري

الشراكة بين روسيا ومصر في إطار مشروع محطة "الضبعة" للطاقة النووية، حدث هام في تاريخ الإنجازات المشتركة للتعاون التاريخي بين البلدين.


ووقع اليوم اليكسي ليخاتشيوف مدير عام شركة روساتوم الحكومية، ومحمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محضر دخول العقود التجارية لبناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية حيز التنفيذ. 


12


تمت مراسم التوقيع في حضور فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وعبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وستقوم شركة روساتوم وفقا للعقود الموقعة ببناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية من 4 وحدات للطاقة من طراز 1200 – VVER بالقرب من محافظة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما ستقوم بتزويدها بالوقود النووي الروسي طوال فترة تشغيل المحطة النووية مما يضمن التكلفة التنافسية للطاقة الكهربائية لمدة 60 عاما، إضافة إلى أن شركة روساتوم ستقوم بإعداد وتدريب الموظفين وستساعد الشركاء المصريين في عملية تشغيل وصيانة محطة "الضبعة" للطاقة النووية في فترة العشرة سنوات الأولى من تشغيل المحطة.


وقالت الشركة المنفذة لمشروع الضبعة النووري، إنه بموجب اتفاق آخر فإن الجانب الروسي سيقوم ببناء مرفق خاص وتوريد حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفذ، وسيتم تشغيل وحدة الطاقة الأولى لمحطة "الضبعة" للطاقة النووية سنة 2027.


وعلق اليكسي ليخاتشيوف مدير عام شركة روساتوم الحكومية على دخول العقود حيز التنفيذ قائلا: "ان العقود الموقعة تعتبر صفقة قياسية في تاريخ الصناعات النووية العالمية، حيث تبلغ القيمة الاجمالية للعقود الأربعة، عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية –كما أنها أكبر اتفاقية تصدير لمنتجات غير الخام في تاريخ روسيا".


19_2017-636485286699407425-940 (1)


وأضاف "لقد قدمنا لشركائنا المصريين إتفاقا شاملا فريدا يغطي كامل فترة تشغيل محطة الطاقة النووية لمدة70 – 80 سنة، موضحا أن روساتوم حاليا هي الشركة الوحيدة في العالم القادرة على تزويد العملاء بمجموعة كاملة من الخدمات في مجال الطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى أن تطوير الطاقة النووية في مصر مهم أيضا بالنسبة للاقتصاد الروسي، حيث أن العشرات من شركات مجموعة روساتوم سيكون لديها حجوزات قيمة كما أنها ستكون فرصة لإثبات مزايا التكنولوجيا النووية الروسية للمجتمع العالمي".


وتابع "ستساعد شركة روساتوم الشركاء المصريين كجزء من عملية تنفيذ مشروع محطة "الضبعة" للطاقة النووية في تطوير البنية التحتية النووية وزيادة المكون المحلي وتقديم الدعم في مجال تدريب الموظفين الوطنيين وزيادة القبول العام للطاقة النووية بين الجماهير".


وأوضح أنه سيتم تدريب العمال المستقبليين لمحطة "الضبعة" للطاقة النووية في كل من روسيا ومصر، بالإضافة إلى إرسال مئات الطلاب إلى روسيا في السنوات القليلة المقبلة للتدريب على التخصصات النووية، قائلا إن إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية سيكون حافزا لزيادة التنمية الصناعية في مصر، حيث ستشارك عشرات الشركات المصرية في عملية البناء.


وعند بناء الوحدة الأولى من محطة الطاقة النووية المصرية سيكون المكون المحلي 20?على الأقل وسيرتفع هذا المؤشر عند إنشاء الوحدات التالية.


11201520173559682محطه-لينينجراد-(2)


وقال ليكسي ليخاتشيوف "إن المفاعل بطاقة 1200 ميجاوات يعتبر محطة نووية حديثة من الجيل الثالث بلس تتوافق تماما مع معايير ما بعد فوكوشيما والتي تطلبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد انطلق التشغيل الفعلي في روسيا في 8 ديسمبر 2017 لوحدة الطاقة رقم 1 من الجيل الثالث بلس لمحطة "لينينجراد" للطاقة النووية- 2 وهي المحطة المرجعية لمحطة "الضبعة" للطاقة النووية.


ونجح المختصون في تشغيل محطة "لينينجراد" للطاقة النووية- 2 في تحميل أول وحدات الوقود النووي الجديدة من أصل 163 وحدة داخل المنطقة النشطة للمفاعل.


وسبق أن تم تشغيل أول وحدة توليد طاقة متطورة في العالم من الجيل الثالث بلس في محطة "نوفوفورونيج" للطاقة النووية – 2 في 5 أغسطس 2016.


 يسري ابو شادي خبير الطاقة بالامم المتحدة


وقال يسري أبو شادي خبير الطاقة بالأمم المتحدة وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق: إن التوقيع على محضر دخول العقود مع روساتوم لإنشاء محطة "الضبعة" بأربعة وحدات للطاقة النووية حيز التنفيذ – هو تحقيق لحلم تمناه المصريون منذ 50 عاما.


وأضاف أبو شادي "كان التعاون في المجال النووي قد بدأ مع بناء مفاعل الابحاث السوفيتي في أنشاص وقد كان الأول في العالم العربي والشرق الأوسط وبدأ في العمل سنة 1961".


وتابع اليوم تعود العلاقات بين روسيا و مصر إلى أوجها ويتوقع بعد توقيع محاضر التنفيذ أن يتم تعزيز علاقات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين".


وأوضح أبو شادي أن الطاقة الكهربائية التي ستولدها وحدات الطاقة الأربعة لمحطة "الضبعة" النووية ستوفر 10% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر، ويعتبر العقد الروسي المصري لبناء محطة الطاقة النووية واحدا من أفضل العقود التي أعرفها بين أمثاله من العقود الموقعة مع الدول النامية.


دكتور جيولوجي عبدالعاطي سالمان. رئيس هيئة المواد النووية الأسبق


عبد العاطي سالمان، رئيس هيئة المواد النووية المصرية الأسبق، قال إن توقيع محضر بدء نفاذ العقود بين مصر وروساتوم لبناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية هام جدا بالنسبة لمصر.


وتابع "تقوم مصر حاليا بتنفيذ عدة مشاريع ضخمة في مجالات الصناعة والزراعة وبناء المدن الجديدة وستحتاج البلاد إلى مزيد من الطاقة الكهربائية من أجل استمرار التنمية، وستصبح الكهرباء المولدة في محطة "الضبعة" للطاقة النووية إضافة هامة إلى حسابات الطاقة في مصر".


وأضاف "من المهم ملاحظة أن الطاقة النووية تعتبر مصدر طاقة مستقر "نظيف" وآمن لا ينتج انبعاثات من المواد الضارة بالبيئة، ولدى مصر وروسيا تاريخا طويلا من العلاقات الودية والتعاون وخاصة فى المجالات العلمية والفنية".


أوضح "كما أن نجاح روساتوم في بناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية سيخلق فرصا جيدة لتطوير التعاون الروسي مع العديد من الدول العربية والافريقية".


وروساتوم هي واحدة من الشركات الأكثر تقدما في العالم في بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية وقد بنت الكثير من محطات الطاقة النووية في روسيا وفي خارجها، وتعتبر محطة "الضبعة" للطاقة النووية هي مستقبل أنظمة السلامة النووية.


موقع محطة الطاقة النووية يتوافق مع جميع متطلبات السلامة الدولية وهو ما أكدته أبحاث الموقع التي قامت بها شركات متخصصة، وتشير مواصفات محطة الطاقة النووية إلى أن مصر ستحصل على مصدر آمن ونظيف للطاقة.


ابراهيم العسيري، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية


وقال إبراهيم العسيري، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "ستكون محطة "الضبعة" للطاقة النووية أول محطة للطاقة النووية في شمال أفريقيا".


وأوضح أن العلاقات الروسية المصرية لديها الدلالات التاريخية الهامة، حيث أن المصريين لم ينسوا المساعدة التي قدمتها روسيا لمصر في بناء سد أسوان والعديد من المنشآت الصناعية الأخرى.


وأشار إلى أن شركة روساتوم هي واحدة من أكبر الشركات في مجال الطاقة النووية وسوف تكون قادرة تماما على تزويد مصر بكل ما يلزم من مساعدة في جميع جوانب المشروع.


اقرأ أيضا..


وزير الكهرباء: 13 سنة فترة سماح سداد قرض الضبعة