التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 05:38 م , بتوقيت القاهرة

ترامب يحكم| هل انتهى شهر العسل مع بوتين لتدق طبول الحرب؟

توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ 2013 ودخلت في مرحلة تشبه الحرب الباردة في 2016، بسبب المواقف المتعارضة في ملفات سوريا وأوكرانيا، ولكن اتخذت الخلافات تجسيدا أخر تم حصره في شخص رئيسي البلدين، فلاديمير بوتين وباراك أوباما، ورغم أن الكثيرون يعولون على تحسن العلاقات في عهد ترامب، فإن المؤشرات تقول إن الأمر ليس كذلك


شهر عسل قصير


كانت وسائل الإعلام الغربية قبل الانتخابات الأمريكية تتحدث عن تحسن العلاقات بين أمريكا وروسيا في عهد ترامب إذا أصبح رئيسا، بل قالت أغلب الصحف الأمريكية صراحة إن موسكو تفضل أن يتولى ترامب الرئاسة.


ويبدو أن النظرة كانت مشابهة في موسكو حيث قالت قناة "روسيا اليوم" أن بعض سكان مدينة ريازان يريدون تغيير اسم أحد شوارع مدينتهم من اسم "شارع الإلحاد" إلى شارع "دونالد ترامب".


كذلك رفض بوتين طرد دبلوماسيين أمريكيين من روسيا ردا على طرد أوباما لـ35 دبلوماسيا روسيا على خلفية الاتهامات الأمريكية لموسكو بالتلاعب في الانتخابات.


وحتى ترامب قام بتحية رد الفعل الروسي على تويتر حيث قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل ذكي لأنه فضل عدم طرد الدبلوماسيين الأمريكيين وأن ينتظر خروج أوباما من البيت الأبيض بعد أيام ثم تعود العلاقات الطيبة في عهد ترامب .


البداية وول ستريت جورنال


رغم أن صحف عديدة ركزت على كون حوار دونالد ترامب مع صحيفة "وول ستريت جورنال" يعني تحسن العلاقات مع موسكو، وأن ترامب سيرفع العقوبات الأمريكية عن روسيا ، إلا أن في الحقيقة ما قاله ترامب هو إنه سيبقى العقوبات على روسيا بعض الوقت، ومن ثم يتم رفعها بناء على التعاون الروسي مع واشنطن في الحرب ضد الإرهاب قائلا "إذا كانوا يقومون بأشياء عظيمة وسيحاربون الإرهاب فلماذا تبقى العقوبات".


ولكن في السابق كان ترامب يقول إن روسيا بالفعل تحارب الإرهاب وأنها من يقاتل داعش في سوريا.. الأمر الذي يفتح الباب أمام تكهنات بأن ترامب يريد بقاء العقوبات على روسيا وربطها بالتعاون الروسي في أمور أخرى.


الضربة الثانية


بعدها بأيام خرج ترامب في حواره الصحفي الأول مع الإعلام البريطاني ليوجه ضربة جديدة لأحلام العلاقات الطيبة مع روسيا، حيث قال "إن التدخل الروسي في سوريا أمر سيئ.. لقد جعل الأوضاع الإنسانية هناك مزرية".


وهذا بعدما كان ترامب يمدح السياسة الروسية في التعامل مع الأزمة في سوريا، ويؤكد خلال حملته الانتخابية إنه من الأفضل ترك روسيا تتصرف في سوريا حتى لا تتحمل الولايات المتحدة عبء الحرب هناك التي تكلف مليارات.


لماذا الخلاف المبكر


بوتين وترامب لديهما نقاط كثيرة يتفقان عليها ولكن أيضا هذا يفتح الباب لخلافات كثيرة، ففي البداية نقول إن دولتين بحجم روسيا والولايات المتحدة لا يمكن أن تنصلح العلاقات بينهما بين يوم وليلة.


ولا ننسى أن ترامب وإن كان لا يهتم بمصير أوكرانيا وسوريا مقابل توفير مليارات تدفعها الولايات المتحدة لدعم حلفائها هناك فإنه لا يمانع استخدام هذه الملفات والعقوبات المفروضة على روسيا من أجل الحصول على تنازلات من روسيا في قضايا يهتم بها هو فعلا.


ماذا يريد ترامب من روسيا


من المبكر الحديث عن هذا حيث لم تكشف الولايات المتحدة عن جميع أوراقها ولكن بحسب صحيفة "هفنجتون بوست" فإن ما يريده ترامب هو تخفيض حجم الترسانة النووية الروسية، حيث تقول الصحيفة الأمريكية إن الاتصالات بين فريق ترامب وروسيا تكشف إنه يريد تخفيض حجم الترسانة النووية الأمريكية والروسية.


وتقول الصحيفة إن ترامب يريد توفير مليارات من الدولارات يتم صرفها على صيانة وتطوير السلاح النووي الأمريكي، ولكنه لا يمكن أن يخفض الترسانة الأمريكية بدون أن تخفض روسيا ترسانتها هي الأخرى وإلا سيبدو وكأنه تراجع أمريكي أمام موسكو.


على نحو أخر ذكر موقع "سبوتنيك" الروسي إن موسكو تعتبر ترسانتها النووية خارج أي مفاوضات لكونها جزء من الأمن القومي الروسي، وقال الموقع إن روسيا لن تخاطر بأمنها القومي مقابل رفع عقوبات اقتصادية هي بالفعل قادرة على التعامل معها على الرغم من ضررها الاقتصادي المستمر منذ 2014.


وللتأكيد على هذا فإن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، صرح يوم الثلاثاء 17 يناير بأن هناك حوار نووي مرتقب بين ترامب وروسيا.