التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:01 ص , بتوقيت القاهرة

"الأفغانية" تدين "الباكستانية".. المصالح فرقت "طالبان"

كتبت- رانيا الزاهد:

خرج مئات الطلاب من منازلهم صباح، أمس الثلاثاء، حاملين أدوات بسيطة وآمال كبيرة في خدمة بلادهم، التي مزقتها الحروب والصراعات. إلا أن حركة طالبان، لها استراتيجية أخرى تماما بشأن "الوطن" لم تسمح لهم باستكمال المشوار، وشنت هجوما مروعا على مدرسة ببيشاور- باكستان، أسفر عن مقتل 141 شخصا، معظمهم من التلاميذ.

لا غرابة في تسابق زعماء العالم والمنظمات الحقوقية لإدانة الحادث، ووصفه بأبشع الأوصاف.. لكن الغرابة كلها في إدانة حركة "طالبان" أفغانستان، الاعتداء في وسائل الإعلام الاجتماعية، حت أنها وصفته بـ"غير إسلامي".

المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، قال في بيان "إن القتل المتعمد للأبرياء والأطفال والنساء، عمل ضد أساسيات الإسلام، وهذه المعايير يجب أن يتم وضعها في حسبان كل حزب إسلامي، إضافة للحكومة أيضا".

أثارة التصريحات "الغريبة" سخرية البعض؛ فكيف تدين طالبا أفغانستان الهجوم على مدرسة باكستانية، بعد أسبوع من شنها هجوما على مدرسة فرنسية في العاصمة كابول، أسفر عن مصرع 7 أشخاص، وإصابة 20 آخرين، فضلا عن أن تقريرا سابقا لمنظمة العفو الدولية، أكد أن هجوم "طالبان أفغانستان" على المدارس، أسفر عن إغلاق ما لا يقل عن 458 مدرسة، ما أثر على مستقبل نحو 111 ألف طالب.

"هل تختلف طالبان الباكستانية عن نظيراتها الأفغانية؟" سؤال طرح نفسه بقوة بعد هذه التصريحات المريبة للأخيرة.

توماس جونسون، الأستاذ بجامعة "Naval Postgraduate School" والمتخصص في شؤون "طالبان"، قال لموقع "جلوبال نيوز" إن تاريخ طوائف "طالبان" المختلفة، وعلاقتها بالحكومة الباكستانية، معقد ويحتاج لكثير من الفهم.

أوضح "في الماضي، كانت هناك روابط وثيقة بين حركتي طالبان الأفغانية والباكستانية، فقد نشأت حركة الأخيرة من قلب الأولى، قبل حوالي 7 إلى 10 سنوات.. وفي البداية كانوا يدعمون الحركة الأفغانية لهزيمة الأجانب وطردهم من البلاد، خاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي". ولكن منذ وقت ليس ببعيد، تشعبت الحركة الباكستانية لدعم أهدافها الخاصة، فقد بدأت الحركة في مهاجمة حكومة إسلام آباد، رغم تلقيها مساعدات وتمويل منها في وقت سابق".

ويضيف "جونسون" أنه في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، تحولت عمليات طالبان، وأصبحت ضد باكستان، وشنت عددا من العمليات الإرهابية المحلية، التي تستهدف أشخاصا بارزة "ولا يزال هناك جدل كبير حول استمرار الحكومة في تمويل الحركة أم لا".

محلل الشؤون الأمنية في شبكة "سي إن إن" بيتر بيرجن، قال في تقرير للشبكة، إن هجوم الثلاثاء، أثبت للجميع في باكستان، أن عدوهم الرئيسي داخلي واسمه "طالبان الباكستانية".

يوضح "بيرجن" أن الاقتتال بين الجيش الباكستاني والحركة مستعر، ففي يونيو/حزيران الماضي، شن هجوما ضد معاقل طالبان قرب الحدود الأفغانية، في وزيرستان الشمالية، في بدأت بعد أيام من مهاجمة مسلحين مطار مدينة كراتشي، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا و10 مسلحين. مضيفا "ادعى الجيش الباكستاني أنه قتل أكثر من ألف مسلح في الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك زعيم رئيسي في تنظيم القاعدة، وهو عدنان شكري جمعة".

يرى "جونسون" أن الاختلاف بين الحركتين جاء بعدما أصبحت لطالبان الباكستانية أهداف دولية أكثر من الأفغانية، وأصبحت مرتبطة أكثر بجماعات إرهابية أخرى، مثل "القاعدة"، إضافة لتبنيها عمليات إرهابية دولية، مثل تفجير "تايمز سكوير" عام 2010. في حين لم تهاجم الأفغانية أبدا أهدافا أجنبية، حيث استراتيجيتها تهتم بالسيطرة على بلادها.

موقع"جلوبال نيوز" قال إن كثير من المحللين يشككون في وجود أي نوع من الاتصالات بين الحركتين في الوقت الراهن.