مسار دونالد ترامب غير المتوقع و انتقاله من كونه رجل أعمال ثري ظهر في أحد برامج تلفزيون الواقع حتي وصل إلى الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمر الذي جعل الكثير من الأمريكيين في حيرة من امرهم، ولكن هل حدث ذلك من قبل؟ نشرت "واشنطن بوست" تقريرا تجيب فيه عن هذا السؤال مشيرة الى أنه بالنظر إلى الساحة العالمية، يمكن أن نقول أن ترامب هو رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني الأمريكي.

برلسكوني رجل الأعمال الإيطالي الذي قاد حركة سياسية ناجحة بشكل ملحوظ، حتى وصل الى منصب رئيس الوزراء لمدة تسع سنوات - أطول من أي زعيم إيطالي بعد الحرب العالمية الثانية - قبل أن يتورط في فضائح الفساد والنساء، ومازال حتى الأن في ساحات القضاء منذ أن ترك السلطة في 2011، واعتبر برلسكوني نفسه أن المقارنة بينه و بين ترامب لائقة جدا وواضحة من جميع الجوانب.

في الواقع، لم تظهر ملامح المقارنة خلال الدورة الانتخابية لترامب، و لكن بول جنسبورج والذي يعد خبيرا في عهد برلسكوني في إيطاليا، قد اقترح منذ أكثر من 10 سنوات أن هناك شيئا "ترامبي" يتعلق برلسكوني، على حد تعبيره.

و من خلال محادثة هاتفية من منزله في إيطاليا هذا الأسبوع، قال جنسبورج أنه من خلال الاستفادة من التجارب السابقة، وجد نفسه الآن يصطدم بحقيقة استخدام الرجلين ثرواتهم للوصول إلى السلطة السياسية، مصرا على أن السلطة السياسية هي سلعة يتم شراؤها أو بيعها.

لكن جنسبورج كان أيضا حريصا على توضيح الاختلافات بينهما حيث قال ان صعود برلسكوني جاء من خلال السيطرة على وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه وهو تناقض واضح مع ترامب الذي يصطدم في كثير من الأحيان مع الصحافة و الاعلام.

كما أشار الى أن الشيء الأهم من ذلك الاختلافات في الشخصية بين ترامب و برلسكوني، ترامب الرجل القوي المندفع الذي يمتاز بمهارته في التحكم بلعبة السلطة في نواح كثيرة، بينما برلسكوني الرجل قصير القامة الذي لا يحبذ الخطاب العنيف على الإطلاق.

وجد جنسبورج صعوبة في قول أي شيء إيجابي عن سنوات برلسكوني، واصفا اياها بأنها بينت ضعف الديمقراطية الإيطالية، وأظهرت كيف أن الأمر كان سهلا في الديمقراطيات الحديثة بالنسبة للشخص الثري أن يقوم بشراء طريقه إلى السلطة السياسية، كما اشار أن برلسكوني لن يتم ذكره كثيرا في ايطاليا رغم استمراره في السلطة لمدة طويلة.

وقد صدم جنسبورج بالتحليلات من قبل بعض المواقع على الانترنت أن ترامب قد يكون أقرب إلى موسوليني من برلسكوني. قائلا أن "هذا غريب حقا"، بحجة أن السياسات الأولية للدولة الخاصة بالزعيم الفاشي لا تتناسب مع ترامب أو برلسكوني، فهو بعيد كل البعد عن الاثنين.

ومع ذلك، فإن أوجه التشابه بين ترامب وبرلسكوني لا زالت تشغل بال جنسبورج، حيث قال أن الاختلاف في الحالتين يرقى إلى أن يكون فرق في الجودة"، مشيرا إلى أن برلسكوني لم يكن يدعي أنه سيكون زعيم العالم الحر أو أي شيء آخر بعيد عن إيطاليا نفسها، لذلك من المهم للغاية أن ينتصر ترامب على الصعيد العالمي، مما سيظهر برلسكوني على أنه كان لاعبا صغيرا لا تصلح مقارنته بترامب.