التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:03 ص , بتوقيت القاهرة

حلم "الجيش الأوروبي" لتكوين ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم

دعت عدة دول أوروبية لإنشاء جيش أوروبي موحد لمواجهة الأخطار التي تواجه الدول الأوروبية الأمر الذي أثار الجدل من جديد حول العلاقات بين الدول الأوروبية ومن سيتحمل مسؤولية قيادة الجيش الجديد.



المؤيدون


بحسب موقع BBC فإن دول أوروبا الشرقية وخاصة المجر والتشيك أكبر المؤيدين لإنشاء جيش أوروبي يتولى الدفاع عن كل الدول الأوروبية الأعضاء في حال تعرضها للتهديد، وتحاول المجر والتشيك ضمان أن تكون ألمانيا على رأس الدول المكونة للجيش الأوروبي لضمان وجود داعم قوي وتسليح للجيش.


فرنسا أيضا من مؤيدي التعاون العسكري الأوروبي حيث زار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، البرتغال وايرلندا في يوليو الماضي من أجل تقوية التعاون بين الدول الأوروبية بما فيها التعاون العسكري والاستخباراتي في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، وتريد المجر والتشيك الحصول على موافقة فرنسا أيضا لإنشاء الجيش الأوروبي. 



بريطانيا تفلت من الجيش الأوروبي


على عكس فرنسا تنظر بريطانيا بعين الشك لخطط التعاون العسكري والجيش الأوروبي بل ووصل الأمر لحد نظريات المؤامرة حيث نشرت صحيفة "ديلي اكسبيرس" البريطانية أن خطط الجيش الأوروبي تم الكشف عنها هذا الصيف بعد يومين فقط من إعلان استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يعد في نظر الصحيفة مؤامرة على الشعب البريطاني تم إخفائها حتى إذا حصل وتم التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي فلن يتمكن البريطانيون من التراجع


واعتبرت صحيفة "التليجراف" أن بريطانيا فلتت من فخ إنشاء قوة عسكرية تضع عليها التزامات مالية وعسكرية جديدة في الوقت الذي كانت بريطانيا تخطط فيه أصلا لتخفيض عدد قواتها العسكرية منذ 2015 وحتى 2020. 


بديل للناتو


الحديث عن إنشاء قوة عسكرية أوروبية أمر ليس بالجديد لكن الذي فتح النقاش فيه مؤخرا كانت التهديدات التي تعرضت لها أوروبا سواء من الإرهاب أو بسبب الأزمة الأوكرانية وحتى مخاوف دول البلطيق من غزو روسي محتمل.


وبحسب موقع "يورو أكتيف" البلجيكي فإن روسيا أحد أكبر الدوافع لإنشاء الجيش الأوروبي حيث تحاول دول أوروبا الشرقية التي ليست لها عضوية في حلف الناتو الحصول على غطاء عسكري في حال تعرضها لهجوم.


ويشير الموقع إلى أنه قبل عام 2014 كانت هذه الدول تعتقد أن معاهدات التعاون العسكري مع الاتحاد الأوروبي ستكون كافية لوقف أي تحرك روسي معادي ولكن بعد تفجر الأوضاع في أوكرانيا واكتفاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض العقوبات على روسيا فإن دول أوروبا الشرقية لا تشعر بالاطمئنان ولا ترى أن العقوبات ستكون كافية.



ثاني أكبر جيش في العالم


بحسب المحلل العسكري بمعهد دراسات الصراع والتدخل الإنساني خيسوس نونيز فإن الجيش الأوروبي إذا تم تأسيسه بميزانية الترليون دولار التي تحدثت عنها صحيفة "ديلي اكسبريس" فإنه سيكون ثاني أكبر جيش في العالم بعد الولايات المتحدة ولكن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون على الدول الأوروبي البحث عن طرق جديدة لإنشاء الجيش.


وحتى الآن فإن الاتحاد الأوروبي يضم مجموعة معاهدات تقضي بالتعاون العسكري بين الدول الأعضاء لكن لا يوجد قوة عسكرية ثابتة أو دائمة وإنشاء الجيش الأوروبي يتطب قرارا بالإجماع من دول الاتحاد الأمر الذي يجعل قيادة هذا الجيش تحد إدارة المفوضية الأوروبية.


ولكن هذا في حد ذاته يعد عقبة في سبيل إنشاء الجيش خاصة وأن هناك بعض الدول التي قد لا ترغب في إنشاء هذه القوة مثل اليونان التي تعاني من مشاكل اقتصادية كما أنها تعتمد على علاقات تجارية قوية مع روسيا.