التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 02:56 م , بتوقيت القاهرة

يسري فودة يتطاول على النظام.. شيطان الإعلام يسقط في مستنقع "الوساخة"

من جديد، عاود الإعلامي يسري فودة استخدام طريقته في الظهور من خلال "ضرب كرسي في الكلوب"، وهذه المرة بالإساءة والتطاول على النظام المصري، بإعداد تقرير بعنوان: "سجنك ومطرحك"، نشرته، اليوم الإثنين، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

تقرير فودة عاونه فيه الناشط هيثم محمدين، عضو الاشتراكيين الثوريين؛ متخذًا من طريقة وزير الدعاية النازي، جوزيف جوبلز، أسلوبًا لخداع الناس، وتصوير مصر بأنها تحولت إلى سجن كبير.

فودة- الذي كان يتشدق بالمهنية واللياقة- نزل من عليائه المزيف، وكشف عن مكنون نفسه، وأزال القناع الذي ارتداه سنوات وسنوات، واستخدم ألفاظًا لا يستخدمها صحفي مبتدئ، منها لفظ "الوساخة".

كعادته، أسهب يسري وأطنب في المقدمة التي كتبها في صدر التقرير، أو الدليل كما يسميه. زاعمًا أن مَنْ وصفهم بالمدافعين عن الديمقراطية في مصر يتعرضون للسجن لأتفه الأسباب، دون سند قانوني، أو تهمه حقيقية. إضافة إلى المواقف التي يمر بها أي الشخص المحتجز، ابتداء من الاستيقاف والقبض عليه، ثم التحقيق في قسم الشرطة والنيابة العامة، وطبيعة الحجز في الأقسام وطريقة التعامل فيها، إضافة إلى السجون وكيفية التعامل في فترة الحبس الاحتياطي أو بعد الحكم المقيد للحرية، واحتياجات السجين، فضلا عن شهادتين لسجناء رأي سابقين، يبدو أنهما تم اختيارهما لتأييد وجهة نظر التقرير .

وادعى يسري أن النظام المصري لن يتورع عن فعل أي شيء، سواء كان بالقانون، أو بالعافية، أو بـ"الوساخة"، على حد تعبيره.

وفي كلمات تدل على "غرض ما في نفس يسري"، ادعى أنه "لا فرق بين أن تكون مشجِّع من روابط الأولتراس فتُعتَقل لمنعك من تشجيع فريقك، أو أن تكون طالبًا فتُختطَف لمنعك من ممارسة النشاط الطلابي، أو أن تكون عاملًا يريد أن يمارس حقه الدستوري في الإضراب، فيُلقى القبض عليك، أو أن تكون ممن يهتمون بالسياسة فربما تواجه ما هو أسوأ من الاعتقال، فربما تختفي قسريًا".

يسرى.. ثائر أم عميل؟

 

كثير من المثقفين والمغرمين بالمقدمات الثورية، كانوا معجبين بيسري. وعرف كثير من المصريين "فودة" لأول مرة من خلال تقديمه لبرنامج "توك شو" على قناة "أون تي في". ولمع نجمه أكثر، ثم ما لبث أن بدأ في الانطفاء.

وفي يونيو 2016 تعاقدت "دويتش فيله" الألمانية مع يسري، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والبريطانية"، للظهور عبر قناتها العربية، وكتابة مقال أسبوعي عبر موقعها الإليكتروني.

وفي "دويتش فيله" توطدت علاقة يسري بـ"ناصر شروف"، رئيس القسم العربي، وهو ألماني من أصل فلسطيني، ويرتبط بعلاقات قوية مع حركة حماس، بعد اتصالات من مدير مكتب المؤسسة بالقاهرة، عمادالدين السيد عبدالله، المحسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي.

برنامج "السلطة الخامسة" الذي يقدمه يسري على "دويتش فيله"، تأخر انطلاقه أسبوعين، بسب اشتراط إدارة القناة لموضوع حلقة البداية وضيوفها.

لكن لماذا ألمانيا؟ ومنذ متى كان ليسري علاقة بالمؤسسات الألمانية؟

بداية معرفة يسرى فودة بألمانيا بدأت منذ سنوات، بتعاونه مع مؤسسة "فريدريش ناومان" التي أسسها "تيودور هيوس"، أول رئيس لألمانيا الاتحادية، وترتبط بإحدى القوى اليمينية الألمانية، الحزب الديمقراطى الحر، حزب "هيوس" الذى تأسست خلال رئاسته "دويتش فيله" ودائرة الاستخبارات الاتحادية "BND"، وأشرف في هذه الفترة على تدريب أعداد من العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وتواصل مع إدارة "دويتش فيله"، قبل أن يعود إليهم بعد سنوات وينضم ضمن كتيبتها لتغطية منطقة الشرق الأوسط، ومصر بشكل خاص.

علاقة فودة بالاستخبارات الأجنبية

بعد تعاون يسري مع مؤسسة فريدريش ناومان، وجد له مكانا في هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، وتولى تغطية حرب البوسنة وتطورات الشرق الأوسط، وخلال هذه الفترة تواصل مع عناصر من أجهزة الاستخبارات البريطانية الداخلية والخارجية "MI5" و"MI6"، لينتقل بعدها بطريقة غريبة إلى تليفزيون وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.

يسري فودة في "الجزيرة"

من تليفزيون وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، انتقل يسري فودة سريعًا إلى قناة الجزيرة القطرية عام 1996 باتفاق ودعم ووكالة مباشرة مع "BBC"، التى كانت بصدد إطلاق شبكة تليفزيون عربية، قبل أن تبيعها بتجهيزاتها وعامليها لقطر.

وعاد يسري إلى العمل الإعلامي في بريطانيا؛ مؤسسا مكتب "الجزيرة" هناك، قبل أن يطلق فى وقت لاحق برنامجه وسبب شهرته العربية "سرى للغاية"، وفتح خلاله ملفات وقضايا مثيرة، منها حلقة "العميل الهارب"، التي التقى خلالها الضابط ديفيد شيلر، المنشق عن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "MI5". إضافة إلى ملفات أخرى أكثرها غموضًا حتى الآن علاقته بتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، وقادة التنظيم.

واليوم، وبعد أن بارت بضاعته، عاود يسري إثارة الجدل بـ"كذبة جديدة"، متهكمًا على "هيبة الدولة"، وعلى النظام المصري؛ لعله يحظى برضاء رؤسائه الألمان.