بين إختطاف الطائرة الليبية في مالطا وحادث لوكربي.. القذافي "كلمة السر"
بعدما تعرضت طائرة ليبية تحمل 118 راكبا لرحلة جوية داخلية للاختطاف على يد شخصين، قالا إنهما ينتميان لجماعة يطلق عليها اسم "الفاتح الجديد" من أنصار الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، وأجبرا الطيار على التوجه إلى مالطا وهددا بتفجيرها، قبل أن يستسلما ويقوما بإطلاق سراح جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الأفريقية تسليم سلاحهما.
حادثة لوكربي
وتفتح عملية الإختطاف التي حدثت اليوم، صفحات التاريخ لتذكرنا بحادثة لوكربي الشهيرة التي وقعت قبل نحو 28 عاما، حيث انفجرت طائرة ركاب أمريكية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية، أسفرت عن مقتل 270 شخصا، وعثر المفتشون في حطام الطائرة على مادة "سيمتيكس" المتفجرة، وتوجهت أصابع الإتهام سريعا إلى جهاز المخابرات الليبي، حيث أن ليبيا كانت منذ أعوام في حرب صغيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما حمل المجتمع الدولي مسؤولية حادث لوكربي للعقيد معمر القذافي، وتم فرض عقوبات دولية على ليبيا، أعلن القذافي مسؤوليته عن الحادث بشكل رسمي ودفع تعويضات لأهالي الضحايا بقيمة ملياري ونصف مليار دولار، وقام العقيد بتقديم مشتبهين بهما ليبيين للعدالة، وكان شرطه الوحيد، أن تكون المفاوضات على أرض محايدة، وبالفعل في عام 2000 تمت محاكمة للمشتبهين في هولندا، حكم على أحدهم بالسجن مدى الحياة والأخر تم تبرئته، وتم رفع العقوبات عن ليبيا.
القذافي "كلمة السر"
ويتضح من الحادثين رغم إختلاف الملابسات، أن الخاطفين للطائرة الليبية يتبعون نفس أسلوب القذافي حيث خرج أحدهما بعد أن استسلما، وكان يحمل العلم الليبي الأخضر الخاص بنظام القذافي، ولكن أهدافهم كانت تقتصر على تحقيق مطالب تخص مصالح جماعتهم التي أطلقوا عليها اسم "الفاتح الجديد"، وقد أطلق القذافي على شهر سبتمبر اسم "الفاتح"، وهو الشهر الذي قام فيه بالإنقلاب العسكري الناجح عام 1969، أي أن القذافي كان "كلمة السر" في كلتا الحادثتين.
مطالب خاطفي الطائرة الليبية
وقد تضمنت مطالبهم إطلاق سراح سيف الاسلام القذافي، وإرجاع كل المهجرين من أنصار القدافي بالخارج، وصرف المرتبات الموقوفة لـ 80 الف موظف مطرودين من العمل منذ بدايه 17 فبراير.
والموافقه على تكوين حزب سياسي باسم "الفاتح الجديد" وإطلاق سجناء أنصار الفاتح من مدن مصراته وطرابلس والزاويه وصبراته، وإلغاء الدستور الحالي واعتماد الأحكام العرفيه في ليبيا وانهاء كل الأجسام السياسية الموجودة، كما طال الخاطفين باللجوء السياسى لمالطا لتشكيل حزب "الفاتح الجديد".
وقال المختطفين عقب استسلامهما، إن ما فعلوه كان بهدف الإعلان عن حزبهم الجديد، وهو بالفعل ما أظهرته نتائج الفحص الجنائي الأولي أن الأسلحة التي استخدمت اليوم الجمعة، في خطف الطائرة من ليبيا إلى مالطا مزيفة.