"حمادة" طالب في البرد.. وبائع تين شوكي في الصيف
يستيقظ مع بزوغ شمس كل يوم، باحثًا عن عربته الصغيرة الصغيرة ليجهزها لبدء رحلته اليومية في البحث عن لقمة عيشة، منذ أن يستقل سيارة أجرة لتوصيله من قرية الزاوية إلى مدينة أسيوط وحتى وصوله للشادر للحصول على كمية من التين الشوكي مصدر رزقه طوال موسم التين.
حمادة صبرة، 16عامًا، شابًا من قرية الزاوية التابعة لمركز أسيوط يرتدى جلبابه الصعيدي ويمسك بين يديه "برويطة" يدفعها أمامه متجولا في الشوارع والميادين مناديًا "حلاوة يا تين"، حتى يجذب زبائنه الذين سرعان ما يلتفون حوله لفحص بضاعته قبلما يقررون الشراء أو الانصراف.
لجأ حمادة للعمل بائع متجول خلال موسم التين الشوكي، مستغلا فترة إجازة نصف العام، من أجل تحصيل بضع جنيهات يعود بها آخر اليوم لمساعدة والده في تلبية احتياجات المنزل ومساندته في إعالة إخوته الخمسة.
يقول حمادة: "أنا بلف في الشوارع من صباحية ربنا لحد التين ما يخلص، وأنا ورزقي مرة أبيعها –الكمية- كلها ومرة يفضل نصها عشان أطلع لي بـ 40 ولا 30 جنيه أساعد بيهم أبويا وإخواتي، والزباين بيحبوا التين الطازة وبيشتروا من عند البياع الكويس".
ويضيف البائع أنه طالب في المرحلة الإعدادية ومتفوق دراسيًا ولكنه استغل فترة الإجازة في البيع والشراء بدلا من اللعب والإنفاق بدون فائدة، ويقول إنه يشترى التين الشوكي من سوق الشادر بأسيوط والذي يحضره التجار من المنيا بسعر من 60 إلى 70 جنيهًا للقفص الواحد، وثمرة التين الواحدة يترواح سعرها من 75 قرش إلى جنيه، ويعود لمنزله نهاية اليوم مختتمًا حديثه "والحمد لله كله رزق من ربنا".