التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:44 م , بتوقيت القاهرة

كاتب: كيف رسخت حرب غزة فكرة الردع الإسرائيلي؟

يرى الكاتب الإسرائيلي، عميره هاس، أن تل أبيب جاوزت كل الخطوط الحمراء في قصفها لقطاع غزة عام 2014، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يوضح ما هي الحاجة العسكرية، التي تقف من وراء قصف 142 منزلا يسكنها عائلات كاملة، شيوخ ونساء وأطفال نائمين أو يتناولون وجبة الإفطار في رمضان.


أضاف، في مقال له عبر صحيفة "هآرتس" نشر اليوم الاثنين، أن إسرائيل نجحت في حربها ضد حزب الله في جنوب لبنان عام 2006، كذلك في الحرب ضد حماس في غزة عام 2014، عبر ترسيخ فكرة الردع لخصومها.


الردع الإسرائيلي
ودلل الكاتب على حديث بأن إسرائيل انصرت في حرب 2006، مشيرا إلى أنه إذا كان ذلك في السياق الفلسطيني لهذه الحرب، فإن حزب الله لم يحرك ساكنا، عندما هاجمت إسرائيل قطاع غزة ثلاث مرات بعد حرب لبنان الثانية.


أضاف أن الدليل على انتصار إسرائيل أيضا في حربها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة سنة 2014، هو أنه لم يتم رفع الحصار عن القطاع، والمواطنون يستمرون في العيش منفصلين عن الضفة الغربية كأسرى لمدى الحياة، مؤكدا أن ألف قافلة تبرعات من تركيا لن تطلق سراحهم.


كما أشار "هاس" إلى أن الحرب لم تعمل على رأب الصدع السياسي الفلسطيني الداخلي، حتى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال الأسبوع الماضي إنه ليس هناك حرب جديدة في الأفق.


واعتبر الكاتب أن ذلك التصريح يدلل على أن حماس لا يمكنها التضحية بشعبيتها من جديد، حتى لو كان المستوى العسكري في حماس يفخر بأنه عمل على إطالة مدى الصواريخ التي قام بشرائها أو تهريبها أو صنعها، ببضعة سنتيمترات.


ولفت إلى إنه رغم مرور عقد ومرور عامين على "الفصلين المظلمين اللذين تمت إضافتهما إلى ما سبقهما في تاريخ إسرائيل"، فإن الغرب لم يقطع علاقته معنا رغم المظاهرات ضد إسرائيل، والدول العربية لا تتجند من أجل مساعدة الفلسطينيين، والتعاون الأمني الأمريكي الإسرائيلي لم يتوقف.


المقاومة ولعبة السياسة
وقال الكاتب إن الحروب في قطاع غزة كانت استمرارا للسياسة بوسائل عسكرية، مؤكدا أن فصل القطاع هو جزء من محاولة تفتيت الشعب الفلسطيني، كي لا يتصرف كشعب.


ورأى "هاس" أن اختيار حماس للمواجهات العسكرية مع اسرائيل كان من أجل تحقيق أهداف سياسية بوسائل أخرى، موضحا أن حرب 2006 كشفت أنه في ساحة الحرب والتسلح فإن اسرائيل هي البطلة، لكن حماس قررت المخاطرة والمنافسة في نفس الملعب، وفشلت.


أضاف أن سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا لقاء ترجمة سياسة منظمة حماس للمواجهة العسكرية، من أجل منافسة منظمة التحرير على القيادة، وأن تكون جهة مقررة في السياسة العربية والإسلامية، وتقوية جناح حماس في غزة، وكنس الانتقادات الداخلية للوضع القاهر في القطاع واخفاقات صفقة شليط.


وأوضح أن حماس تبيع الأكاذيب حول تأثير الصواريخ والأنفاق ضد إسرائيل، وحول الإنجازات العسكرية الكبيرة، معلل ذلك بأن الصراع المسلح هو قيمة عليا بالنسبة للفلسطينيين ومن يؤيدونهم، حتى أنه في الشتات الفلسطيني وفي الضفة يقيسون وطنية حماس حسب مدى صواريخها.


وأكد الكاتب أنه لا يثق بأي أحد يقول إنه يؤيد مواجهة عسكرية أخرى تقوم فيها إسرائيل بهدم عشرات آلاف المنازل وتحول آلاف الأشخاص إلى معاقين مدى الحياة وتقتل مئات الأولاد والنساء والشيوخ والشباب وتخلف آلاف الأيتام، حتى لو كان المقابل انفعالا لحظيا لصاروخ اعترضته القبة الحديدية، أو تشويش الرحلات في مطار بن جوريون، أو تفجير دبابة اسرائيلية داخل حي سكني تم تدميره.