التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:39 م , بتوقيت القاهرة

"السعيدية".. درة المدارس المصرية تتجمل للمستقبل

على مدار 110 أعوام.. ظلت السعيدية الثانوية العسكرية، التي لا تضاهيها مدرسة في الشرق الأوسط من حيث المساحة، قبلة لأبناء طبقات عديدة، فهي تجمع ابن الوزير والعامل، تستقبلهم طلابا في طور الطفولة، لتصنع منهم رجال المستقبل.


"السعيدية".. تلك المدرسة العريقة التي انضمت للتراث المصري؛ بسبب مبناها المعماري الفريد، أضيفت لها لمسة تجديدية، حيث تم تطوير المباني الأصلية للمدرسة، وكذلك النواحي المعمارية، وتجديد شبكات الكهرباء، وزيادة المساحة الخضراء، وتطوير مشتل التربية الزراعية، واستحداث حدائق أخرى في أنحاء المدرسة، وذلك حتى تكون "ابنة الجيزة" في استعداد دائم لاستقبال أجيال جديدة.



نجوم السعيدية


تخرج من السعيدية مجموعة بارزة من الشخصيات العامة، فمن عالم الفن تخرج منها يوسف وهبي، وأحمد مظهر، وصلاح السعدني، وعادل هاشم، وخليل مرسي، وأحمد خليل، ومن عالم السياسة تخرج من أول دفعة وزير المالية السابق أحمد باشا عبد الوهاب، ثم توالت الشخصيات مثل حسين سري باشا، نور الدين طراف، مصطفي خليل، عاطف عبيد، يوسف والي، فؤاد سراج الدين، أحمد سميح طلعت، أنور أبو سحلي، فاروق سيف النصر، حسن خضر، حامد السايح، محمد إبراهيم كامل، ماهر أباظة، عبد المنعم عمارة.



وفي عالم الرياضة تخرج منها أبو الكرة المصرية حسين حجازي، محمود مختار "مختار التتش"، صالح سليم، عادل هيكل، وأحمد شوبير، ومن عالم الإعلام تخرج منها الصحفي محمد التابعي، كمال الملاخ، جلال الدين الحمامصي، ومحمود عبد المنعم مراد، ومرسي عطا الله، أحمد بهاء الدين، محمد الحيوان، ومصطفي نبي، ومن عالم الكاريكاتير الفنان رمسيس.


السعيدية تصنع فكرا


وتخرج منها أول أمين عام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام، والكاتب فكري أباظة وتوفيق الحكيم وعالم الذرة مصطفى مشرفة، وعثمان أحمد عثمان، وعزيز أباظة، وعمر رفعت إسماعيل، ومن دنيا المخابرات تخرج منها ثلاثة من الأبطال الذين صاغوا ملحمة رأفت الهجان هم السفير حسن شاش "حسن القطان"، اللواء عبد العزيز الطودي "عزيز الجبالي"، و محمد أحمد نسيم "نديم هاشم".



أرض مصرية بأوامر إنجليزية


كان قرار إنشاء السعيدية في 8 سبتمبر عام 1908م، بعدما أصدر دوجلاس دنلوب - قسيس أيرلندي أشرف على التعليم في مصر إبان الاحتلال الإنجليزي- أمرا بإنشاء مدرسة السعيدية، وأنشئت بسراي الأميرة جميلة.


وحصلت السعيدية على اسمها من اسم أحد أفراد العائلة المالكة سعيد بن محمد على باشا، والذي تبرع بالأرض لإنشائها، كما ظلت المدرسة لمدة عامين بشارع الإنشاء بالقصر العيني وكان عدد الطلاب وقت إنشائها 32 طالبا.



تفرد المساحة


بجانب جامعة القاهرة، تمتد مساحة مدرسة السعيدية، حيث تمتلك ستة مبان على أرضها، منها الإدارية والتعليمية، وبها ملعب كرة قدم، وصالة ألعاب مغطاة، وبها أيضا مسرح يعد من أعرق مسارح وزارة التربية والتعليم، والذي كان القلب الأساسي في التطوير بالمدرسة، والذي بدأ منذ عام 2010، والتي تولته تحت إشراف شركة طلعت مصطفى، تحت إشراف صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، ومصنفة كثاني أعرق المدارس على مستوى الشرق الأوسط والأولى مصريا.


مستشفى عسكري


لم تقتصر السعيدية على التعليم فحسب، لكن تحولت إلى مستشفى عسكري إبان الحرب العالمية الأولى عام 1915، وانتقل أعضاء هيئة التدريس وقتها إلى الجامعة الأمريكية بالتحرير ثم عادوا في 1919 للموقع الحالي، وذلك لمدة أربع سنوات، وأنشئ بها قسم داخلى للمغتربين بلغ عدد طلابه  135 طالبا في ذلك الوقت، وفي العام 1909 تخرجت أول دفعة طلابية من المدرسة.


تحرير السعيدية من الاستعمار


وللسعيدية قصة أيضا مع التحرير من الاستعمار، حيث تعاقب عليها 33 ناظرا، كان أولهم مستر "شارمن" لمدة 12 عاما ومن بعده مستر "هبارد" لمدة عامين، ليتولى مسؤوليتها نظار مصريين، بعدما نجح سعد زغلول في تخليصها من التقاليد الإنجليزية، وتولى أحمد محمد صقر لمدة 11 عاما، تلاه جعفر النفراوي لمدة 7 سنوات ثم محمد أحمد المصري لمدة 6 سنوات، وصولا إلى صبح محمد فرج ثم جمال البهنساوى، وفي الخمسينيات، تولى منصب ناظر المدرسة الممثل المصري محمد أحمد المصري، والمعروف باسم "أبو لمعة"، وإلى رمضان عبد العظيم الناظر الحالي لها.



مدرسة بروح السياسة


كما ارتسمت على طلابها الملامح السياسية لمصر، فمنها خرجت أكثر من مظاهرة طلابية في أحداث ثورة 1919، وسقط منها شهيد في 14 مارس من نفس العام، وكذلك مسيرة في ديسمبر 2013، للمطالبة بالقصاص لطالب كلية الهندسة محمد رضا، كما خرجت منها مظاهرة مؤيدة للقوات المسلحة في أكتوبر من نفس العام.



جمعية خريجي السعيدية


قصة السعيدية تجسدت في كتاب عنها باسم "عظماء ومشاهير السعيدية"، كما أسس الفنان أحمد مظهر ومهندس شركة المقاولين العرب عثمان أحمد عثمان جمعية خريجي السعيدية، والمشهرة تحت رقم 645 لسنة 81، وذلك عقب احتفالهم بعيدها الـ75، وبلغ عدد مؤسسيها 39 خريجا، وتم إشهارها في الشؤون الاجتماعية، كما للمدرسة مجلة تحمل اسمها بدأت في الصدور عام 1934.


 


بالزهور والألوان استعدت السعيدية للافتتاح بالأمس، بحضور وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، ووكيله سامح الصريطي، والفنان فتوح أحمد، وكذلك تواجد لمحافظ الجيزة كمال الدالي.



اقرأ أيضا:


 صور| وزير التعليم يفتتح مسرح مدرسة السعيدية