التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 02:12 ص , بتوقيت القاهرة

إفطار المعبد اليهودي وثراء التنوع

تحت عنوان "عبث الأقليات في المعبد اليهودي" كتبت الدكتورة لميس جابر مقالاً يوم 21 يوليو 2015 في موقع "مبتدأ"، وتضمن المقال هجومًا على هذا الإفطار الذي أقامه التحالف المصري للأقليات يوم الأحد 12 يوليو فى المعبد اليهودي بالقاهرة، كما تضمن المقال تهكما على فكرة وجود أقليات في مصر. 


وحيث إنني كنت مشاركًا بصفة شخصية في هذا الإفطار المتميز، لي بعض الملحوظات على ماكتبته الدكتورة لميس جابر:


أولاً: لم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينظم التحالف فيها إفطارا بالمعبد اليهودي، فسبق له أن أقام إفطاراً في العام الماضي، حيث يرى التحالف أن تلك الفعالية تأتي في إطار ترسيخ ودعم مبدأ تنوع وتعددية المجتمع المصري. 


ثانيًا: حضر حفل إفطار هذا العام نخبة متميزة من المصريين على اختلاف تنوعهم الديني والثقافي والفكري، فقد شارك مسلمون ومسيحيون ويهود ونوبيون وأمازيغ وعلمانيون وليبراليون ومفكرون ومثقفون وشخصيات عامة وغيرهم، وكان شيئاً جميلاً أن يزور الحاضرون - بعد تناول طعام الإفطار - الأماكن والقاعات المختلفة داخل المعبد الموجود في قلب القاهرة.


ثالثًا: كان شعار الإفطار هذا العام هو: "قوتنا في تنوعنا وتعددنا"، وهذا الشعار لم يكن عنوانًا لمؤتمر صحفي أو ندوة سياسية، ولكن ليكون حقيقة فعلية ملموسة عمليًا يسعى التحالف لترسيخها على أرض الواقع.


رابعًا: لا يجب أن يقع المثقفون في الخلط بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة سياسية، فليس كل اليهود صهاينة، ولكن هناك الكثيرين من اليهود الذين يطالبون بالسلام وبحقوق الشعب الفلسطيني ويرفضون الحركة الصهيونية.


خامسًا: عاش اليهود في مصر مع المسلمين والمسيحيين، وكانوا مشاركين بقوة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، فكان موسى قطاوي وزيرًا للمالية أيام سعد زغلول، وقبل يوليو 1952 كانت الطائفة اليهودية هي أغنى طائفة يهودية في الشرق الأوسط، وكان ثمانون بالمئة من سماسرة البورصة من اليهود، وشارك اليهود المصريون في الحركة الثقافية والفنية بكل مجالاتها، وكنت أتمنى أن تكتب الدكتور لميس جابر عن الأسباب التي أدت لخروج اليهود من مصر بدلاً من هجومها على الإفطار الذي تم في رحاب المعبد اليهودي بالقاهرة.


سادسًا: غير خاف على الدكتورة لميس جابر أنه لا يوجد تعريف واحد لمصطلح الأقليات، فالمصطلح يعرّف أحيانًا بالمعنى التجريدي بلغة الأرقام ونسبه للسكان الأصليين لبلد ما، فلقد عرّفت الموسوعة البريطانية الأقليات: "بأنها جماعات من الأقوام الذين يتمايزون عرقيًا، ودينيًا، أو لغويًا أو قوميًا عن بقية الأفراد في المجتمع الذين يعيشون فيه".


وكذلك الموسوعة الفرنسية لاروس عرفت الأقليات: "بأنها تلك التي تكون أقل هيمنة من الناحية العددية، بحيث لا يكون لها إلا القليل من الأصوات". ووفقًا لهذه التعريفات نستطيع أن نقول إنه يوجد أقليات مختلفة ومتعددة في المجتمع المصري وهذا لا يضير المجتمع المصري في شيء، كما أن وجود أقليات لا يعني أبداً أنهم يطالبون بتقسيم مصر، أو بتدخل المجتمع الدولي في الشأن المصري، ولكن المطلوب هو تحقيق المواطنة وتفعيلها على أرض الواقع، وأن تكون لهم كافة حقوق الأغلبية من المصريين وهذا مايجب أن يدافع عنه المثقفون الحقيقيون.


وختاماً " إن الحضارة الإنسانية ازدهرت وازدهت بالتنوع، والأحادية لم تصنع إلا أفولاً وذبولاً، لذا فكم نحتاج لأن نختلف ونأتلف، ولنتيقن أن اللحن الواحد لايعطي نغماً جميلاً، والعصفور الواحد لا يصنع ربيعاً، والزهرة الواحدة لا تصنع بستانًا، ولا يوجد في تاريخ التسامح الديني في العالم عبارة أشهر ولا أصدق من الأبيات الخالدة للشيخ محي الدين بن عربي:‏ المتوفى سنة 638هـ


لقد كنت قبلاً منكراً  كل صاحب    إذا لم يكن ديني إلى دينه داني‏
وقد صار قلبي قابلاً كل ملة        فمرعى لغزلان ودير لرهبان‏
وبيت لأوثان وكعبة طائف        وألواح توراة ومصحف قرآن‏
أدين بدين الحب أنى توجهت    ركائبه فالحب ديني وإيماني‏


 


شاهد تجربة دوت مصر عن ضرورة التسامح الديني


 


 

المصريين عملوا إيه لما شافوا يهودي في الشارع؟

المصريين عملوا إيه لما شافوا يهودي في الشارع؟تصوير : حسام سليم ـ جوزيف عادل مونتاچ: محمد حسنإخراج : عاصم خالد - شريف عاشور#يهودي_في_الشارع#JewInCairo

‎Posted by ‎دوت مصر تي في‎ on‎ 20 مايو، 2015