في الطريق إلي عزبة المفتي بالوراق بمحافظة الجيزة، قابلنا وجوه كثيرة ترفض الحديث عن التاجر الذي قالت الشرطة إنه أحرق زوجته وأبناءه الأربعة، ربما بدافع الخوف من المستقبل أو كراهية الواقع ، ولكن بعضهم تكلم مع "دوت مصر"، عن ملابسات الواقعة، التي جرت يوم الأربعاء الماضي.

في البداية قال بولس حنا، جار التاجر ، إنه لم يتوقع أبدا أن يقدم جاره " ص.ع" على حرق أبناءه، خصوصا أنه كان طبيعي تماما ويواظب علي زيارة الكنيسة كمسيحي متدين، ومن النادر أن يتشاجر مع زوجته، إلا أنه  مر بأزمة مالية جعلته عصبي المزاج، ورغم ذلك كان يرفض عمل زوجته في حضانة أطفال لمساعدته، واشتكى لكثيرين من رفض زوجته لترك العمل.

عبد الدايم سيد "صاحب ورشة خراطة- من أهالي المنطقة" قال إن لم يسمع أبدا عن خلافات بين التاجر وزوجته ،مضيفا أنها كانا "زي كل الناس"، لذلك لم يتوقع أحدا ماحدث، موضحا أنه رأى اللهب يخرج من نوافذ منزل التاجر، عند عودته من الصلاة بالمسجد المجاور له، وحاول الأهالي إنقاذ الأطفال إلا أن المحاولات فشلت، ولم يعرف أحدا حينها أن "ص" هو من أشعل النيران، مشيرا إلى أنه والجيران نقلوا زوجته للمستشفى وهي في حالة خطرة.

الأزمة المالية التي شاع أنها كانت السبب في إقدام التاجر على فعلته، رآها "مصطفى السيد" -عامل دهان، يسكن في نفس العقار المحترق- سببا مقنعا لارتكاب الحادث، وقال مصطفى، إن "ص.ع" كان يعاني بالفعل من ضيق في العيش خلال الفترة الأخيرة، وكان دائم الشجار مع زوجته؛ لرفضه ذهابها إلى العمل، رغم ضائقته، مشيرا إلى أنه كان يرى عملها "مسألة كرامة" كونه الرجل الأولى بالإنفاق على بيته.

وتعجب مصطفى حين علم أن هناك من شاهد "ص.ع" وهو يحمل "جركن بنزين" ويتجه به إلى منزله، قبل الواقعة، ما يشير إلى أنه بالفعل كان ينوي على ذلك.

تهاني عبد الغقار -موظفة، وتقطن العقار المقابل للمنزل المحترق"، قالت إن الأطفال الذي احترقوا كانوا 4، بينهم اثنين "توأم"، ولفتت إلى أن زوجة التاجر كانت تعمل في حضانة مدرسة لمساعدة زوجها، وفي بعض الأحيان كانت تعطي دروسا خصوصية.

وأعربت تهاني عن تفاجئها بالحادث، خاصة وأن التاجر وأسرته يسكنون المنطقة منذ 5 سنوات ولم يكن أحد يسمع بمشاكلهم "مالهمش صوت"، لكن التاجر طالب زوجته بالاستقالة من عملها مؤخرا.

اقرأ أيضا:

حبس الأب المتهم بحرق أولاده الـ4 ومنزله في الوراق