التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:37 ص , بتوقيت القاهرة

"درنة".. التي يعشقها الإسلاميون

لم يكن أحد يتوقع أن يأتي اليوم الذي سوف يقاتل فيه "داعش"، الابن الشرعي لـ"القاعدة"، والده الروحي.


كانت البداية برسالة صوتية للمتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني، موجهة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، ملقيا عليه باللوم في توسيع فجوة الخلاف بين الفصائل الإسلامية المتناحرة في سوريا، قائلا "لقد انحرفت قيادة تنظيم القاعدة عن منهج الصواب"، واتهمها بخيانة قضية الجهاد.


ليمتد الأمر لقتال بعضهم البعض ودرنه الليبية أهم ساحات المعارك بينهم.



في 2007 عندما نشرت القوات الأمريكية في العراق قائمةً بأسماء المتمردين الأجانب في البلاد، كان 52 من الليبيين الـ112 المذكورين على تلك القائمة من درنة التي يتنازع حكمها الآن "داعش" و"القاعدة".




في 4 أبريل 2014 أعلنت جماعة جهادية تعرف باسم "مجلس شورى شباب الإسلام" تأييدها لتنظيم "داعش"، وأن درنة أصبحت جزءا من "خلافة" الدولة الإسلامية.



قال الله تعالى :{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}


‎Posted by ‎مجلس شورى شباب الإسلام‎ on‎ 21 سبتمبر، 2014

ولكن لا يشكل "مجلس شورى شباب الإسلام" التنظيم المتمرد الوحيد القائم في درنة، كما أنه لم يتمكن من احتكار التحكّم بشؤون المدينة، في الوقت الذي لا يُعرف الكثير عن قادة الجماعة وأعضائها الفرديين، وفقا لما ذكره هارون ي. زيلين في دراسة له بمعهد واشنطن.



وفي 7 أكتوبر 2104، أعرب الفصيل المتمرد الرئيسي "كتيبة شهداء أبوسليم" إلى جانب بعض السكان المحليين عن عدم رضاه عن إعلان مجلس شورى شباب الإسلام، بقوله إنه لن يعلن "البيعة" مطلقا إلى أي شخص خارج ليبيا، ودخلت الجماعتيْن في معركة ضروس في أجزاء من درنة.



وفي 13 ديسمبر 2014، مع بداية عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر وهجومه على بنغازي أعلن ثوار مدينة درنة عن تشكيل ما أسموهُ مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها، المرتبط بتنظيم القاعدة، لتقف جانب  مجلس ثوار بنغازي في حربهم ضد قوات اللواء المتقاعد حفتر وجنوده.



‎Posted by ‎سليمان درنة‎ on‎ 8 مارس، 2015

لتشتعل نار الحرب بين القاعدة وداعش بقتل زعيم مجلس شورى مجاهدي درنة سالم دربي، واثنين من قيادييه على يد "داعش"، وأكدت مواقع مقربة من التنظيمات المتشددة في مدينة درنة مقتل عدد من قياديي تنظيم "داعش" خلال هجمات انتقامية قام بها "مجلس شورى مجاهدي درنة".



وأعلن بيان لمجلس شورى مجاهدي درنة المرتبط بتنظيم القاعدة الحرب على تنظيم "داعش"، موضحا "وضعنا فيهم السيف وأعلنا عليهم الجهاد حتى لا نبقي منهم باقية".


وانتشر قناصة من عناصر تنظيم "داعش" فوق أسطح المنازل المحيطة بالمقار الرئيسة للتنظيم في المدينة، فيما نشر "مجلس شورى مجاهدي درنة" مدرعات وعربات مصفحة حول مقراته، لتستمر الحرب بين الإسلاميين للفوز بدرنة.