صور| "قد يأتي الدعم في أي لحظة".. هكذا سقطت الموصل في يد "داعش"
"رجم حتى الموت، إلقاء من أماكن مرتفعة، الإعدام ذبحا، الإعدام حرقا، قطع اليد، أشياء أخرى"، مشاهد ملأت شوارع مدينة الموصل، كبرى مدن العراق، منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عليها في يونيو/حزيران الماضي.
لم تقتصر الانتهاكات بحق البشر فقط، بل تعدت إلى الحجر، حيث أصبح تفجير مراقد الأنبياء وهدم الآثار في تلك المدينة العراقية العريقة أمرا طبيعيا.
"اللعنة اللعنة! أين الطائرات؟" هكذا كان الملازم العراقي عدنان يصرخ في الهاتف، وهو يتحدث لقائده في حالة عصبية، "نحن ننتظر منذ أكثر من ساعة". غير أن القائد مهدي الغراوي اكتفى بالقول إنه تم وعده بقدوم دعم من القوات الجوية "وقد تأتي في أي لحظة"، غير أن الطائرات لم تأت، تسريبات صوتية بثتها التلفزيون الألماني لأول مرة في الذكرى السنوية الأولى لسقوط كبرى المدن العراقية.
في المرة القادمة التي اتصل الملازم بقائده تهرب هذا الأخير من الرد عليه، مدعيا أنه يتحدث مع رئيس الوزراء، ثم يعيد الملازم اتصالاته وخلال تلك الفترة الزمنية كانت المعارك قد اشتدت في الموصل، وشيئا فشيئا سيطرت قوات تنظيم داعش على مدينة الموصل التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. هذه الأحداث تعود للعاشر من يونيو/حزيران 2014.
حالة من الفوضى والارتباك في صفوف القوات العراقية، اتصل على أثرها مهدي الغراوي القائد الأعلى لقوات محافظة نينوى والمسؤول المباشر عن الدفاع عن الموصل وكامل المحافظة بضُباطه، للاستفسار عن وضع الجنود والعمليات العسكرية، غير أنه اكتشف أن العديد منهم انسحبوا من ساحة المعركة.
زاد الوضع سوءا، ما دفع الغراوي لأن يطلب من أحد العمداء، عبر الهاتف، سحب كل القوات المتبقية في ساحة اليرموك.
وعندما أعاد الاتصال بضباطه بعد وقت قصير ليتعرف منهم على آخر التطورات لم يرد عليه أحد، كان ذلك بمثابة إشارة على أن الموصل أصبحت في يد تنظيم "داعش".