ذكرت صحيفة جارديان البريطانية اليوم، الثلاثاء، أنه إذا كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قادرا على الاعتذار علنيا عن مقتل رهينتين (أمريكي وإيطالي) لدى تنظيم القاعدة، في باكستان، خلال هجمات بطائرات دون طيار، فعلى البيت الأبيض فعل الأمر نفسه مع المواطنين اليمنيين اللذان قتلا خلال هجوم أمريكي بصواريخ "هيلفاير".

وقالت الصحيفة إن اعتذار الولايات المتحدة عن القتل الخطأ هو ما تسعى إليه عائلتا المواطنين سالم بن الجابر ووليد بن على جابر، وهما يمنيين قتلا في هجمة بطائرات دون طيار أمريكية في أغسطس 2012، في قرية خاشامير، شرقي اليمن، من خلال الدعوى القضائية التي قدمت من قبل العائلتين ضد الحكومة الأمريكية.

ورغم أنه ليس واضحا ما إذا كان سينظر للقضية، فإن منظمات حقوق الإنسان، التي تنتقد استخدام الطائرات دون طيار المسلحة وغير المسلحة في عمليات مكفاحة الإرهاب، تعتقد أن العائلتين لم يجدا خيارا بديلا رفع دعوى قضائية.

ونقلت الصحيفة عن إلكا برادان المحامية في منظمة ريبريف ممثلة العائلتين "من حيث الإجراءات القانونية، لقد جربنا كل شيء".

وأضافت "اعتذار أوباما في أبريل عن مقتل خبير التنمية الأمريكي، وارن وينشتاين، وموظفة الإغاثة الإيطالية، جيوفاني لو بورتو، يظهر ازدواجية المعايير في كيفية التعامل مع أرواح الغربيين مقارنة بالمدنيين في البلدان التي الحرب الأوسع على الإرهاب".

وتابعت "رأينا الرئيس وهو يصعد لمنصة البيت الأبيض ويلقي بيانا يتحدث عن الخطأ المروع الذي ارتكبته الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن أوباما لم يظهر مثل هذا الندم على مقتل سالم ووليد منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، والرسالة هي أن حياة هذين اليمنيين ليست مهمة مثل أرواح الغربيين.

وقالت الصحيفة إن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لم يعلق على الأمر، وإن اعتذار أوباما في أبريل الماضي غن مقتل الرهينتين هو إعتراف غير مسبوق للحكومة الأمريكية، مشيرة إلى أنه رغم أن إدراة أوباما تؤكد دائما على أن الاستخدام الفتاك للطائرات دون طيار يحدث وفقا للمعلومات الاستخباراتية المتاحة، فإن البيت الأبيض اعترف بأن وكالة الاستخبارات المركزية  الشخص المستهدف من قبل  هذه الطائرات.

وحصل أقارب سالم ووليد على ملبغ 155 ألف دولار كتعويض من الحكومة اليمنية، وتعتقد منظمات حقوق الإنسان أن هذا المبلغ مدفوع من قبل الحكومة الأمريكية، ولكن العائلتين، اللتان لا تسعيان لتعويض مالي، ترغبان فقط في تبرئة القتيلين.

وأضافت الصحيفة إن خبراء قانونيين رفضوا التكهن حول ما إذا كانت القضية سينظر إليها أم لا، ولكن برديس كبريائي، المحامية بمركز الحقوق الدستورية، قالت إن الدعوى هامة للغاية لأنها تلقي الضوء على مئات اليمنيين الذين قتلتهم الطائرات دون طيار الأمريكية.