التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:21 ص , بتوقيت القاهرة

نيويورك تايمز: محمد بن سلمان نجم السعودية الصاعد

خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مطولا رصد التحولات الأخيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وصعود الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، ليكون أكثر القادة البارزين في المملكة في ظل حكم الملك سلمان.

وتشير الصحيفة إلى أنه حتى أشهر قليلة ماضية، كان الأمير محمد بن سلمان لا يحظى بشهرة تفوق أمثاله من العديد من أفراد الأسرة المالكية الذين يتوزعون على مؤسسات الدولة ويبقون في الخلف، لكن خلال الفترة الأخيرة تمكن الأمير محمد أن يتفوق على ثلاثة من أخوته الذين كاناو يعدون بين أبرع الأمراء في المملكة؛ نظرا لتعليمهم الجيد، فالأول الأمير سلطان بن سلمان رائد الفضاء السابق، والأمير عبد العزيز بن سلطان نائب وزير البترول، والذي ساهم في تحديث القطاع في المملكة السعودية، وأخيرا الأمير فيصل بن سلمان الذي يحمل شهادة العلوم السياسية من جامعة أكسفورد والذي كان زميل باحث في جورج تاون.

وأوضحت الصحيفة أنه بصعود الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم خلفا لأخيه الراحل الملك عبد الله، أصبح الابن الأصغر له، من زوجته الأخيرة، بمثابة النجم الصاعد، رغم أنه تخرج في كلية الحقوق بالمملكة السعودية، ولم يتلق أي تعليم خارج البلاد، لكن رغم ذلك أصبح يجمع بين سلطات أكثر من أي أمير آخر في أي وقت مضى، الأمر الذي غير في النظام المتبع في السعودية منذ أوقات طويلة، من حيث توزيع السلطات على أفراد الأسرة المالكة.

الأمير لاعب رئيسي في استراتيجيات السعودية

تابعت "نيويورك تايمز" أن الأمير الجديد استطاع أن يلعب دورا قياديا في الموقف الحازم الجديد للمملكة السعودية في المنطقة، بما في ذلك التدخل في اليمن، فخلال الأربعة شهور الماضية، أوكل الملك سلمان للأمير محمد شركة البترول وشركة الاستثمارات العامة وملف الاقتصاد السياسي وكذلك وزارة الدفاع، مشيرة إلى أن هذا الدور القيادي جعل الأمير الجديد هو أكثر القادة الظاهرين في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن.

دفعت التغيرات الكاسحة التي تشهدها المنطقة الأمير الصغير إلى السلطة في الوقت التي تخوض فيه المملكة العربية السعودية سلسلة من الصراعات تهدف إلى الدفاع عن رؤيتها للنظام الإقليمي، وتحجم منافسها الرئيسي- إيران، فالمملكة تعمل على توفير الدعم المالي للأنظمة في مصر والأردن، والحفاظ على النظام الملكي السني في البحرين ضد تمرد الأغلبية الشيعية، كما تعمل على تسليح المتمردين أيضا في سوريا ضد بشار الأسد المدعوم من إيران، إضافة إلى مشاركتها في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، وكذلك قيامها بهجومها الخاص على الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، كل هذه الصراعات دفعت المملكة إلى تكثيف إنفاقها العسكري حتى في ظل انخفاض أسعار البترول وتزايد النفقات المحلية، الأمر الذي جعل المملكة تفقد 50 مليار دولار من احتياطها النقدي.

هل يشكل الأمير الجديد قلق؟

ويعلق فورد فراكر، رئيس مجلس سياسات الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق في الشرق الأوسط على الصعود السريع للأمير "الملك وضع ابنه على منحنى التعلم الحاد بشكل لا يصدق"، مشيرا إلى أن الملك سلان مقتنع تماما بالمهام التي كلف ابنه بها وعلى قدر التحدي.

وتلفت الصحيفة إلى أن بعض الدبلوماسيين الغربيين يشعرون بالخوف من حدوث عداء للملك والأمير، معبرين عن قلقهم من تنامي نفوذ الأمير الذي وصفوه بالسريع والمتمدد، وهو نفس ما عبر عنه اثنين من الأمراء في الأسرة الحاكمة والذين أكدوا أن بعض كبار أمراء الأسرة لديهم قلق أيضا.

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن من التقى بالأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، والأمير محمد بن نايف ولي العهد سيكتشف أن نايف يحب كثيرا الأمير الصغير، حيث قال العديد إن الأمير نايف يعمل جاهدا من أجل إرشاد وتدريب الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب الصحيفة فإنه بعد لقاء الرئيس أوباما بالأميرين في قمة كامب ديفيد الأسبوع الماضي، أكد أن الأمير محمد "صدمنا بمعرفته الكبيرة وذكائه الحاد"، قبل أن يضيف الرئيسـ خلال حوار إلى قناة العربية: "أعتقد أن حكمته تفوق سنه".