الأغا: غزة على حافة الانفجار ولابد من إعادة الإعمار
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، زكريا الأغا، إن قطاع غزة بات على حافة الانفجار إن لم يتحرك العالم لرفع الحصار عنه وتقديم الأموال اللازمة لحكومة الوفاق للبدء في عملية إعادة الإعمار.
وأوضح "الأغا" في كلمته بافتتاح الدورة 94 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، أن أهالي قطاع غزة لا يزالون يعانون من تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، على رغم من مرور أكثر من تسعة أشهر على إعلان وقف إطلاق النار، و8 أشهر على مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في القاهرة صيف العام الماضي.
وأضاف: "إن عجلة الإعمار لا تزال تراوح مكانها دون أي تقدم ملموس على أرض الواقع، نتيجة القيود المفروضة من الاحتلال الإسرائيلي على إدخال المواد اللازمة للإعمار على معابرها، وعدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية التي تعهدت بها في المؤتمر الدولي لإعادة الاعمار".
واستعرض "الأغا" أبرز معالم السياسة الإسرائيلية العدوانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مركزا على الإجراءات الاستيطانية والأحادية في الضفة والقدس والحصار الخانق على غزة.
وأشار إلى أن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل بناء الجدار العنصري، وسن قوانينها العنصرية الرامية إلى تمرير سياسة الترحيل القسري لأهلنا في الضفة وبأراضي العام 48، عبر هدم المئات من البيوت المأهولة، وتدمير عشرات الآبار والمزارع وحظائر الأغنام والمواشي في القرى الحدودية في الأغوار والقريبة من المستوطنات والجدار".
واستطرد: "حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تهجير 46 تجمعا بدويا بشكل قسري في مناطق القدس الشرقية وأريحا، في مسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني وتكريس احتلالها وإقامة دولة يهودية عرقية تبدد المسعى الدولي لحل الدولتين".
وتابع الأغا: "إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تواصل جرائمها التهديدية وحربها المفتوحة بحق القدس والمسجد الأقصى، مستخدمة كافة الوسائل الإجرامية من خلال توسيع حزام المستوطنات من حولها، وعزلها عن محيطها العربي، وفرض التقسيم الزماني والمكاني للصلاة في المسجد الأقصى، وتعرض مواطنيها لعمليات التمييز العنصري وسحب بطاقات هوياتهم وهدم منازلهم دون سابق إنذار".
ودعا رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف حازمة لإحباط المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، والعمل على تعزيز صمود وثبات المقدسيين في مدينة القدس، وتلبية بلاغ القدس الصادر عن مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السادس، الذي عقد في مدينة بيت لحم أواخر الشهر الماضي، والاستجابة السريعة لدعوة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى زيارة القدس العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، لتعزيز صمود الشعب والتأكيد على عروبة القدس وإسلاميتها.
وفيما يتعلق بملف اللاجئين، لفت "الأغا" إلى أنهم في أماكن تواجدهم، لاسيما في سوريا ولبنان وقطاع غزة ومخيم اليرموك المحاصر، واللاجئين الذين نزحوا من سوريا، يعيشون في ظروف حياتية صعبة، مع استفحال البطالة والفقر في تلك المخيمات، في ظل اعتماد أكثر من 80% من اللاجئين على المساعدات الغذائية والتوظيف الطارئ المقدم من وكالة "أونروا".
وحذر "الأغا" من انعكاسات الأزمة المالية التي تعانيها وكالة الغوث على واقع مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، مع تحذيرات الوكالة بوقف خدماتها الطارئة المقدمة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، والبالغ عددهم ما يقارب 470 ألف لاجئ فلسطيني خلال هذا الشهر لنفاد الأموال، وقراراتها بوقف بعض برامجها ومنها وقف دفع بدل الإيجار للنازحين من سوريا إلى لبنان، وتخفيض المساعدة الإغاثية، ووقف برنامج الطوارئ للاجئي مخيم نهر البارد.
وطالب المجتمع الدولي والدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها المالية، وبالتدخل العاجل لوقف التراجع في خدمات وكالة الغوث المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وبمعالجة الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث، من خلال رفع سقف تبرعاتها بما يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة للاجئين.
كما طالب "الأغا" الأونروا بالتراجع الفوري عن قرارتها والعدول عن سياسة التقليص، لما لها من تداعيات خطيرة وانعكاسات سلبية كبيرة على مجتمع اللاجئين والدول المضيفة والمنطقة برمتها.
وأكد المسؤول الفلسطينية ضرورة وجود تنسيق بين الدول العربية المضيفة والدول المانحة من أجل دعم 'الأونروا'، مع التأكيد على استمرارية عمل الوكالة في تقديم خدماتها حسب التفويض الممنوح لها في القرار 302، لحين حل قضية اللاجئين حلا عادلا وشاملا عبر عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48 طبقا لما ورد في القرار 194.
وشدد الأغا على الموقف الفلسطيني الثابت والمبدئي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48، ورفض التوطين مع التأكيد أنهم ضيوف مؤقتون في الدول العربية المضيفة إلى حين العودة إلى وطنهم فلسطين، وأوضح في الوقت ذاته حيادية المخيمات الفلسطينية في الدول العربية وعدم التدخل بالشأن العربي.
واستعرض المشاركون تقرير الأمانة العامة للجامعة العربية بشأن تنفيذ توصيات الدورة السابقة (93) لمؤتمر المشرفين، وانعكاسات آثارها على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، كما أقر المجتمعون توصيات الدورة 72 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين.
وأكدت الوفود المشاركة في كلماتها دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وخطوات القيادة الفلسطينية في المحافل والمنظمات الدولية، لتكريس دعائم الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
كما عبرت الوفود المشاركة عن إدانتها واستنكارها كافة الممارسات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض الفلسطينية ومدينة القدس، مؤكدين استمرارية العمل والتنسيق المشترك لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي وفي الدفاع عن حقوقه المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.