التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:36 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| فوق "أطلال غزة".. غادة ومحمد يغنيان للحياة

فوق تلة ركام وبقايا منازل دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة، يجلس الفتى محمد شومان، ممسكا بآلته الموسيقية "الجيتار".


وخلف جدار عريض مدمر كتب عليه أحد فناني الجرافيتي باللغة الإنجليزية (أنا أحب غزة)، يعزف "شومان" (16 عاما)، على جيتاره مقطوعة موسيقية ويغنيها في الوقت نفسه، وفقا لتقرير نشرته وكالة "الأناضول"، اليوم الأحد.



ويصدح الشاب الفلسطيني عاليا بصوت مشحون بالشجن وهو يردد: "أمل خلف الأسوار، يتسلل بين النار، بعزيمته إعصار، لا تبالي يا غزة".


وعلى بعد أمتار قليلة "شومان"، تقف شقيقته "غادة" ابنة الـ20 عاما، وهي تدندن إحدى الأغنيات الوطنية بصوت خافت، بينما تسير في شارع تصطف على جانبيه عشرات البيوت المدمرة بشكل كلي بفعل الحرب.



ويشكل الشقيقان ثنائيا غنائيا مهمته، كما قالا لوكالة الأناضول، أن يُظهرا الوجه الآخر لغزة، بعيدا عن الآلام والوجع اليومي.


ويقول "محمد" الذي يتولى العزف على الجيتار، للمقطوعات الموسيقية التي تؤديها غادة، إن "الموسيقى لغة كل الشعوب"، مضيفا: "أنا وغادة بدنا (نريد) نحكي للعالم إنو (أنه) في غزة حياة، مش بس (ليس فقط) حروب وموت ودمار، بدنا (نريد) نعيش".



ويدرس الفتى "شومان" العزف في معهد "إدوارد سعيد" الوطني للموسيقى، وهو المعهد الوحيد في قطاع غزة لتعليم الأطفال والفتيان العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وفاز بالمراكز الأولى في مسابقات محلية ودولية عديدة.


وفي داخل منزلهما يغني الشقيقان "لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي"، ويسعيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ما يملكان من موهبة، والتواصل مع مختصين في العزف والغناء لتنمية مهاراتهما.


"غادة" التي تمتلك وجها طفوليا، وتدرس في كلية الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة، لا ترى في غنائها أمرا غريبا في مجتمع يتسم بأنه "محافظ"، فهي كما تختار جمهورها وأغانيها.


وتضيف: "أنا أغني للأطفال، لغزة، للقدس، للوطن، لكل الأشياء التي تحمل معان جميلة وهادفة"، وهي تسعى خطوة تلو الأخرىإلى تحقيق أحلامها المتمثلة في أن تصبح "منشدة، تنقل صوت غزة إلى الخارج".


ولم تعد "غادة" تلك الطفلة الخجولة التي قالت إنها، في الصف الأول الابتدائي في أثناء حفلة نهاية العام الدراسي في السعودية، حيث كانت تقيم عائلتها، تدربت برفقة 4 صديقات لأداء أغنية عن فلسطين، وما أن خرجن للمسرح، وبدأن في الغناء حتى شعرن بالخجل وانفجرن بالبكاء، بحسب روايتها.


وأردفت: "يومها أنا كنت في المقدمة، وجاءت المعلمة، وأنزلتنا جميعا ونحن نبكي، الآن أنا نفس الطفلة الحالمة، لكن لم أعد أخجل، بت واثقة من نفسي وموهبتي".


ويلقى الشقيقان تشجيعا لافتا من والدتهما، شرط مواصلتهما التفوق في الدراسة، وهو الأمر الذي يواظبان على تنفيذه، وقبالة بحر غزة، يعزف "محمد" مقطوعة موسيقية تؤديها غادة بصوت عال وقوي: "حلمنا نهار ونهارنا عمل، نملك الخيار وخيارنا الأمل، وتُهدينا الحياة أضواء في آخر النفق، تدعونا كي ننسى ألما عشناه".


ويحلم الشقيقان، وهما يسيران على الشاطئ، بأن تتحول الألحان التي يعزفانها عن الأمل والحياة إلى "واقع" يعيشان في ظلاله.