"الملكة شاهي أسطورة الجنس السادي" هو اللقب التي تسمي نفسها به "شاهي" المتهمة بإدارة 80 موقع جنسي- بحسب تحريات المباحث عنها- والتي أثارت في الأذهان أسئلة حول السادية.

السادية عموما هي التلذذ بتعذيب الآخرين، وينسب المصطلح إلى الروائي الفرنسي "ماركيز دي ساد"، أول من رصد تلك الحالة في رواياته.. والسادية في الجنس، هي النشوة التي تنتاب الشخص، عن طريق إلحاق أذى جسدي أو معاناة للطرف الآخر من العلاقة- بحسب الخبير النفسي محمد مزيد.

 كما في فيلم "درب الهوى"، عندما أراد الفنان حسن عابدين أن تمارس السادية ضده، فقال ليسرا "أنا عاوز واحدة تهزأني تهزأني تهزأني"، 

وماذا يفعل السادي؟

بحسب مضمون داخل التعريف، تختلف صفة ودرجة هذا الألم إلى حد كبير، فقد يتلذذ السادي بوخز الطرف الآخر أو عضه أو ضربه أو أحيانآ سبّه (ألم نفسي)، وقد تصل درجة الألم إلى حد القتل، هي شعور غريزي لا دخل للاختيار فيه.

السادية في الطب النفسي

يقول الطبيب النفسي، الدكتور محمد مزيد، إن السادية، اضطراب يفضي إلى التلذذ بتعذيب الآخرين، مضيفا، يقابلها "المازوخية"، التي تشير إلى التلذذ بالتعذيب، أي أنه إذا عاش شخصين مع بعضهما البعض، أحدهما "مازوخي" والآخر "سادي"، فسيكونان أسعد شخصين في الدنيا.

وأوضح لـ"دوت مصر"، أن السادية أو المازوخية لا تكون في العلاقة الجنسية فقط، بل تشمل أوجه أخرى من الحياة، مدللا على ذلك بأن هناك المدير السادي، والأخ السادي وغيره.

لا يوجد دولة أو قيمة ما تمنع تواجد الجنس السادي . منذ أسبوعين، طالعتنا مباحث الآداب، بخبر القبض على "الملكة شاهي أسطورة الجنس السادي" _ كما تطلق على نفسها _ المتهمة بإدارة 80 موقعا إلكترونيا جنسيا، والمتخصصة في بيع الأدوات الجنسية التي يستخدمها الساديون في علاقاتهم الجنسية.

أسبابها

يقول الخبير النفسي، إن هذا الاضطراب ينتج عن خطأ في التربية أو حادث معين قد ينتج عنه هذا المرض، مشيرا إلى أن التدليل الزائد عن الحد للطفل ودون معايير واضحة قد ينتج إنسانا غير سويا، لا يفرق بين الخطأ والصواب، مشيرا إلى أن أول 5 أعوام في حياة الطفل، هي بمثابة البوصلة التي تحدد مستقبله.

ما تفضي إليه؟

السادية أو المازوخية -بحسب مزيد- قد تفضي إلى التقدير السئ للذات، والكره والإدمان، كمحاولة للخروج عن الواقع والاكتئاب، وتدمير العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص.

السادية في القانون

يقول المحامي أحمد حسام، لـ"دوت مصر"، إن القانون يعتبر الأدوات التي تستخدم في ممارسة الجنس السادي مجرد أحراز، ولا توجد تهمة أو عقوبة قائمة بذاتها، على الفعل السادي أثناء العلاقة الجنسية.  

وغالبا ما تضبط مباحث الآداب -باستثناء المتهمين والأحراز العادية- أدوات جنسية تستخدم في ممارسة الجنس السادي، كما حدث في منتصف يناير الماضي، عندما ألقى رجال الآداب القبض على شبكة روسية لتجارة الجنس، بحوزتها كرابيج تستخدم في ممارسة الجنس السادي.

السادية في العلاقة الجنسية، لا يتم ممارستها ضد المرأة فقط وإنما الرجل أيضا؛ ففي 31 يناير الماضي، وقف زوج أمام المحكمة ليشكي معاملة زوجته السادية له، مؤكدا أنها تتلذذ بتعذيبه وتقييده، بل إنها تزين غرفة النوم بكرباج وعصا خشبية وسلاسل.. الزوجة قالت إنها أخبرته قبل الزواج بحقيقة الأمر وقبله، وبناء عليه كان يحدث ما حدث، وتم الصلح بين الطرفين داخل المحكمة.

يضيف "حسام"، أنه إذا توفي شخص جراء ممارسة الجنس السادي، فسيعتبر من باب القتل الخطأ، والعقوبة تكون بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن 5 سنين، خاصة إذا كان متعاطيا لمخدر.

السادية في الغرب

في منتصف ديسمبر 2014، احتج مئات البريطانيين في لندن، على حزمة قوانين، تمنع بعض أشكال السادية في الأفلام الجنسية، مثل التبول على وجه الممثلين، و"ضرب المؤخرة" باليد أو العصا، والجلد المبالغ فيه، والإهانة الجسدية أو اللفظية.

وهو مارفضه المحتجون بدعوى مخالفته للحرية الشخصية.

العلاج

العلاج نفسي بحت، ويتم عن طريق طبيب يتحدث مع المريض ويستعرض المواقف التي مرت بحياته؛ للوقوف على خلفية الموقف الذي أنتج الشخصية السادية أو المازوخية، ومحاولة التغلب عليه، مشيرا إلى أن هناك كثيرين يعانون من هذا الاضطراب لكنهم لا يعرفون.

أفلام تناولت السادية الجنسية

فيلم "Fifty Shades of Grey"

أوردت له "الواشطن بوست" تقريرا وقالت إن كارهي "الجنس السادي" لن يشاهدوه.

فيلم "5 باب" من بطولة عادل إمام ونادية الجندي، المقتبس عن فيلم "irma la douce"، وعرض عام 1983، وسُحب من دور العرض بدعوى منافاته للأخلاق، إلى أن قررت المحكمة إباحة عرضه بعد 8 سنوات.

درب الهوى