التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:28 ص , بتوقيت القاهرة

"الدعوة السلفية" تفند مخالفة بيان "نداء الكنانة" للسنة

وصف المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، عادل نصر، البيان المسمى بنداء الكنانة، والذي أصدرته شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان خارج مصر، ويدعو صراحة إلى تبني العنف والصدام في البلاد، بأن به مخالفات عديدة ومزالق خطيرة.


وقال نصر، في بيان له، اليوم الإثنين، إن هذا البيان لا يعبأ بالدماء والتي عظمتها أدلة الشريعة قرآن وسنة "فهو يدعو إلى التقاتل بين أبناء الأمة الواحدة".


وأضاف أن دعوتهم إلى القتل يخالف أحكام الجهاد وضوابطه جملة وتفصيلا، فالجهاد لا يكون بين أبناء الأمة الواحدة، ثم إن له أحكاما وشروطا، وله أقساما لكل منها ضوابطها التي ينبغي أن تراعى، وهذه كتب أهل العلم قاطبة شاهدة على أن تلك الأعمال ليست من الجهاد في شيء.


وتابع المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: "إن ما ذكره بيان الكنانة مخالفا لمناهج أهل العلم في الفتوى التي لا بد لها من حكم شرعي وواقع مرعي، وكثيرُ ممن وقع على البيان أفتى في واقع لا يعلم ملابساته ولا حقيقة ما يدور فيه فأفتى فيما ليس له به علم".


وواصل عادل نصر: "إن ما ذكروه من وجوب القتال للردع والقصاص مخالفا لمنهج الأنبياء، والذين لم يدفعوا أتباعهم العُزل للقتال والصدام رغم تعرضهم للأذى والقتل".


ونوه بإن الدعوة إلى الصدام والمواجهات جلبا للقصاص يخالف تماما أحكام القصاص وشروطه الموجودة في كتب أهل العلم، ثم متى كان القصاص يترك لعموم الناس، إن الأمر حين إذن سيتحول إلى فوضى عارمة ودماء وأشلاء، ما يعني مزيدا من الدماء؟، ومتى كان درء المفاسد بمزيد من المفاسد؟، والشريعة قد جاءت لتحقيق المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.


واختتم: "والعجب أن بعض من وقع على هذا البيان قد سلم بلاده للحوثيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، كما رأينا في اليمن، ولن ينبس أحدهم ببنت كلمة إلا بعد عاصفة الحزم التي كانت مصر جزءا منها، فلم نسمع حينما تركت صنعاء وغيرها من الديار اليمنية للحوثيين الذين قتلوا واغتصبوا وارتكبوا الفظائع لن نسمع من هؤلاء".


وتسائل إذا كانت ساحة مصر ساحة جهاد كما يدعون فلماذا تركوها؟ ألم يكن الواجب عليهم ساعة إذن الثبات فإما النصر وإما الشهادة، بل إن بعضهم أخذ أولاده حتى لا يبقى شيء ينغصه، فأي تناقض بعد هذا النتاقض؟


ووجه المتحدث باسم الدعوة السلفية، نداءً للموقعين على بيان نداء الكنانة بأن يتقوا الله ويراجعوا أنفسهم ويزنوا أقوالهم وأفعالهم بميزان الكتاب والسنة، ولا يقدموا أبناء أمتهم فريسة للقتل والتشريد.


يذكر أن ما يسمى دعاة "نداء الكنانة" التابعين لجماعة الإخوان، أصدورا بيانا هاجموا فيه الدولة المصرية ونظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحرضوا على مقاومة النظام وإسقاطه بما أسموه بـ"الوسائل المشروعة"، حسب وصفهم، ووصفت في بيانها القضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، بـ"القتَلةٌ"، وأنه "تسري عليهم أحكام القاتل"، داعيين إلى تنفيذ ما أسموه بـ"القصاص".


وهاجمت شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لوقوفه بجانب النظام المصري، معتبرين أن ذلك أسقط شرعيته كعالم دين ورئيس لأكبر مؤسسة إسلامية، مُحملين في الوقت ذاته المسؤولية لمفتي الجمهورية، شوقي علام، لموافقته على إعدام أعضاء الجماعة، حسب البيان.