التحرش الجنسي حادث يومي في حياة المصريين. لا يمر يوم إلا وتسمع أو تقرأ عن واقعة تحرش (أو أحيانا تشاهدها بنفسك)، في شارع، في المواصلات، في مدرسة أو جامعة، أو مصلحة حكومية، أو مظاهرة، وحتى الموالد وهي احتفالات دينية.

بعض المتحرشين يرون أنهم "بيعملوا الواجب" مع ضحيتهم، وأنهم "من حقهم يعملوا أي حاجة مع بنت لابسة محزق"، وإنه "إثبات رجولة قدام صحابي"، ولا يردعهم قانون أو رجل شرطة ولا حتى الحملات النشطة لمحاربتهم. 

مع تصاعد ظاهرة التحرش الجنسي، بعد ثورة 25 يناير وما اعقبها من انفلات أمني، ظهرت الكثير من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي لبنات يروين تجاربهن في التعامل مع حالات التحرش. منذ حالة الانفلات الأمني شعر المتحرشون أنهم بعيدون عن طائلة القانون.

في أحدث بوست حول التحرش ذكرت صاحبة الواقعة أن سائق تاكسي تحرش بها وقال لها "أصل عاوز أعمل معاكي أي واجب"، لأن "انتي جسمك عجبني أوي". كانت الفتاة استعدت جيدا لموقف مثل هذا، فكان تصرفها رادعا لسائق التاكسي.

في مايو 2013 جمعت جلسة خاصة استشاري الطب النفسي الدكتور نبيل القط مع متحرشين من مضارب شتى. كانت الجلسة بمبادرة من جماعة "بنات مصر خط أحمر"، وهي إحدى الجماعات النشطة في مجال مكافحة التحرش.

كتب "القط" عن هذه الجلسة في ابريل 2015، وقال نقلا عن أحد المتحرشين "دي لازم تتعاكس وتتشتم وتتمسك كمان.. أومال أصحابي يقولوا علي إيه؟!"، ويضيف نقلا عن متحرش آخر "مش مفروض لما الواحد يعاكسها تعترض، وحقه يعمل معاها أي حاجة".

ويقول متحرش آخر أن جريمته "إثبات رجولة قدام صحابي والتباهي إن انا اللي مسكت وركها.. أنا اللي مسكت رجلها.. أنا اللي مسكت صدرها، ويتباهى قدام صحابه ومخدرات طبعا، وكبت جنسي".

التحرش امتد أيضا إلى المؤسسات والمصالح الحكومية. في ابريل الماضي اتهمت إحدى العاملات بالهيئة العامة للسكك الحديدية، أمل درويش، أحد المسؤولين بالهيئة، بالتحرش بها وبزميلاتها.

ووصفت درويش، لـ"دوت مصر" أثناء وقفة احتجاجية من العاملات بالهيئة ضد المسؤول، بكونه "عينه زايغة، ويتجاوز حدوده مع السيدات العاملات، مقابل إعطائهن حوافز".

أحدث بلاغات التحرش المقدمة للشرطة كان يوم الاثنين الماضي للطالبة "أ. م.ج"، وهي تلميذة بالمعهد الأزهري بميت غمر في الدقهلية، واتهمت فيه مدرس التربية الفنية بالتحرش بها، وملامسة أجزاء حساسة من جسدها.

وفي 16 من مايو الجاري أمرت نيابة قسم ثان مدينة نصر بحبس فني أشعة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامه بالتحرش بربة منزل داخل مستشفى الصدر بالعباسية، أثناء إجراء أشعة لها.

قالت السيدة في بلاغها إن المتهم طلب منها خلع ملابسها لمساعدته في عمل الأشعة، وبعد استجابتها قام بملامسة مناطق حساسة من جسدها.