إسرائيليون ويهود.. رغم أنفهم
"الجنسية" أو "الهوية".. مصطلح أصبح يتردد كثيرا في الرأي العام بعد قضية المصري محمد سلطان، الذي اختلف حوله الجميع ما بين التأييد والإدانة لتنازله عن جنسيته، مقابل السفر إلى أمريكا التي يحمل جنسيتها.
الشاب المصري اتخذ قراره لينجي بنفسه من المحاكمة، والتهم الموجهة إليه بعد أن دخل في إضراب أكثر من 450 يوما، بحسب ما يتدواله نشطاء، وأثار في الأذهان من فرض عليهم جنسية أو هوية أخرى لم يرتضوها.
عرب إسرائيل
نتحدث هذه المرة عن مأساة الفلسطينيين، ليس الذين يعيشون تحت وطأة الحصار والاعتقال والقصف الإسرائيلي خارج الأراضي المحتلة، لكن من رفضوا ترك أراضيهم ومنازلهم، فاكتشفوا أنفسهم وسط مجتمع اسرائيلي، بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون بها وقت النكبة عام 1948، ففرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية.
"عرب إسرائيل" أو "عرب 48" أو "الأقلية العربية".. أسماء اخترعها الإسرائيليون للتمييز بينهم، ليس فقط في الهوية، لكن في الحقوق والخدمات والوظائف، فلم يكن أمامهم سوى الهجرة أو الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل لـ"دوت مصر"، إن هؤلاء الفلسطينيين الأصل يعانون الأمرين، ففي عام 1948 أجبر الإسرائيليون بالتعاون مع الانتداب البريطاني الفلسطينيين على الهجرة إلى خارج الأراضي المحتلة، ومن تبقى رفض التنازل عن هويته أو أرضه، فأصبح ليس لديهم هوية رسمية سوى الإسرائيلية، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بثقافتهم وتراثهم ويعملونها لأولادهم.
يهود السامرة
في الجهة المقابلة، تبرز طائفة السامرة، التي تعتبر من أصغر الطوائف والديانات لقلة عددهم الذي يقدر بأقل من 750 شخصا، يعيش معظمهم على جبل "جرزيم"، جنوبي مدينة نابلس، بالضفة الفلسطينية.
يرجع أصلها إلى أسباط بني إسرائيل، لكنهم لا يعتبرون أنفسهم من اليهود، فهم يختلفون في معتقداتهم الدينية، حيث يعترفون بأن قبلتهم هي جبل جرزيم، الذي كلم النبي موسى منه ربه - حسب اعتقادهم - وليس القدس التي يتخذ منها اليهود قبلة لهم.
ولكون عقيدتهم تقوم على الأسفار الخمسة الأولى من التوراة، فإن الفلسطينيين يرونهم طائفة يهودية من شعبهم، ويقول "السامريون" إن من يصفهم باليهود فهو يسيء لهم.
وعن الاختلاف بينهم وبين اليهود، يقول السامري واصف الكاهن، في حديث صحفي لشبكة "إرم" الإخبارية: "كنا شعبا واحدا، وبعد موت النبي سليمان انقسمنا، فأصبحوا هم اليهود ونحن أبناء إسرائيل، الذي هو النبي يعقوب، ومنذ عام 1967 حاولت الصهيونية التقرب منا وكسب ودنا، ومنحنا بطاقات الهوية الإسرائيلية، التي تسهّل عليهم الانتقال والمرور من الحواجز، لكن أيا من الطلاب أبناء الطائفة لم يلتحق بالجامعات الإسرائيلية.