الأقصر تحتفل بالليلة الختامية لمولد أبو الحجاج
بدأ الآلاف من المواطنين من مراكز ومدن محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة لها في التوافد على مدينة الأقصر للمشاركة في احتفالات الليلة الختامية لمولد العارف بالله الإمام الشيخ أبو الحجاج، مساء اليوم الأحد، 13 من شهر شعبان.
واستعدت أجهزة المحافظة وإداراتها الأمنية والخدمية للمولد بإعلان حالة الطوارئ بقطاعات التموين والكهرباء والصحة والأمن والنظافة والمرور والإسعاف والإنقاذ النهري.
وقال محافظ الأقصر، محمد بدر، في بيان له، اليوم الأحد، إنه تم التنسيق مع الأجهزة المعنية المختلفة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الاحتفالات التي يشارك فيها ما يقرب من مليون شخص، وتم تشكيل لجنة عليا بقيادة السكرتير العام للمحافظة، عادل مهران، وعضوية رؤساء الأحياء والشرطة والمرافق وإدارات الصحة والتموين والطب البيطري والطب الوقائي للقيام بحملات تفتيشية على شوادر الحلوى والأطعمة المنتشرة للتأكد من سلامة السلع وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وتشير المراجع التاريخية إلى السيرة الذاتية للإمام، فهو يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري.
ولد في مدينة بغداد أوائل القرن السادس الهجري، في عهد الخليفة العباسي، المقتفي لأمر الله، لأسرة كريمة ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية، وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبدالله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
أشرف أبو الحجاج الأقصري على الديوان في عهد الحاكم أبو الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل، وتفرغ للعلم والعبادة، فتوجه إلى الإسكندرية، والتقى هناك بأعلام الصوفية فيها من أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرازق الجازولي ليصبح أقرب تلاميذه ومريديه.
وانتقل أبو الحجاج إلى الأقصر بناءً على رؤية أثناء نومه، والتقى العلامة الشيخ عبدالرحيم القنائي، واستقر بالأقصر حتى وفاته في رجب سنة 642 هـ ديسمبر 1244م، في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن في ضريح داخل مسجده الذي سمي باسمه، وقام ببنائه فوق معبد آمون بمعبد الأقصر.
أما الاحتفال بمولده فيقام كل عام، ليلة وصباح الرابع عشر من شعبان، فيما يعرف بالليلة الختامية مساءً، والدورة صباحا، ولهما طابع خاص، امتزج ببعض العادات والموروثات التي تعود إلى عصر الفراعنة، ومنها احتفال الأوبت بين معبدي الأقصر والكرنك لتقديس الإله آمون، حيث يتجمع رموز الطرق الصوفية والعائلة الحجاجية، ومعهم عدد كبير من الأهالي بساحة المسجد، لينطلقوا منها إلى شوارع المدينة يرددون الآيات القرآنية والأناشيد الدينية، فيما تقوم السيدات بإلقاء الحلوى من شرفات المنازل على المشاركين في موكب الاحتفال.
وتشهد احتفالات مولد أبو الحجاج ممارسة العشرات لألعاب ورياضات التحطيب والرقص بالعصا وركوب السيارات والخيل والجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش يشير كل جمل منها إلى الطريقة الصوفية التي يتبعها.
كما تتضمن الاحتفالات "شد المركب" الذي يجره الآلاف والطواف به داخل شوارع المدينة وخلفه عربات تحمل أصحاب الحرف والوظائف المختلفة من الفكهانية والجزارين والنجارين والطحانين وغيرهم في احتفال شعبي ينتهي بعد صلاة الظهر.