منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ضد مركزي التجارة في نيويورك، ثم انطلاق الربيع العربي، وعمليات القتل التي وقعت ضد مجلة شارلي إبدو بداية العام الحالي، أصبح الغرب يواجه أزمة جديدة، وهي دخول شبابه إلى الإسلام، وكذلك التطرف، في المقابل يشهد العالم الإسلامي ظاهرة نقيضة، وهي الغزو الإلحادي الذي يتسع كل يوم عن الآخر في الشرق الأوسط.

ويشير التليفزيون الفرنسي عبر موقعه "فرانس تي في انفو" إلى أنه في الوقت الذي تشهد المجتمعات الغربية ظاهرة التحول إلى الإسلام والتطرف، فهناك موجة من ترك الدين، وعدم "الخضوع إلى الله" أصبح ظاهرا جدا في المجتمعات العربية الإسلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر تمرد على الدين موازيا للحركات السياسية والاجتماعية التي نجحت في إسقاط العديد من الديكتاتوريين دون أن ينجح رجال الدين في صد هذه الظاهرة حتى الآن.

ويلفت الموقع إلى أنه نتيجة لمخاطر الفتاوي وأحكام الإعدام وغيرها من العقوبات التي تنص عليها الشريعة حسب البلاد، أصبح هناك آلاف الشباب الذين يعبرون بحرية على الانترنت عن رفضهم للسلطة العليا ولأي عقيدة دينية.

- من التكتم إلى الدعوى الصريحة للإلحاد

أصبح منتدى "Ex-Musulmans" في طليعة المواقع التي تقود حملة التخلي عن العقيدة والتعاليم الإسلامية، ووصل متابعو هذا المنتدى على تويتر حوالي 20 ألف إلى جانب 5 آلاف على الفيسبوك، ويعرف هذا المنتدى نفسه بـ"نحن مسلمون قدامى من أصول ومعتقدات مختلفة، نحن مؤيدين للعلمنة (فصل الدين عن الدولة) وحرية الرأي والتعبير. نحن ضد التعصب الأعمى والتطرف والقوانين التي تعاقب الارتداد".

وتتميز هذه المنتديات أيضا بالدفاع عن حقوق المرأة، حيث يبرز داخل هذا المنتدى المذكور، السياسية مريك نامازي، الإيرانية ذو الفكر المتحرر والمناضلة لحقوق المرأة، فعلى حسابها على تويتر الذي يضم حوالي 15 آلف متابع تعمل على التصدي للانتهاكات الجنسية لنظام المولة وتنشر العديد من التغريدات التي تحبذ الإلحاد والتعقل.

- رموز للفكر الجديد في العالم العربي

يشير الموقع إلى انتشار العديد من أسماء الرجال والنساء الذين أصبحوا بمثابة قادة مسيرات التفكير الحر في العالم الإسلامي، على مواقع الانترنت، حيث تتصدر أسماء مثل الصومالية أيان هيرسي علي، والتي تحظى بمتابعة 40 آلف شخص على تويتر، وكذلك علياء المهدي بـ42 آلف متابع، إضافة إلى الكاتب المغربي قاسم الغزالي ذو الأرعة آلاف متابع، والسعودي رائف البدوي بـ 41 آلف متابع، المسجون حاليا  وبانتظار عقوبة الجلد

- أخطاء رجال الدين تسهل المهمة
ورغم أن مهمة هؤلاء النشطاء والدعاية لفكرهم المتجرر تبدوا صعبة جدا وتحتاج إلى جهود خارقة، إلا أنه في بعض الأحيان تسهل مهمات هؤلاء النشطاء نظرا للأخطاء التي يقع فيها بعض الشخصيات الدينية التي تدخل في صراع معهم، كان آخرها هذه الحماقة التي قالها رجل دين تركي، والذي ادعى أن من يمارس العادة السرية ستأتي يداه يوم القيامة وهي "حامل"، هذه الحماقة استغلهتها العديد من الصفحات الداعية للفكر المتحرر.