واشنطن بوست: هل السعودية صديق حقيقي للولايات المتحدة؟
تسائلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها، اليوم السبت، عن مدى صداقة السعودية والولايات المتحدة، بعد قول رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، إن بلاده "كانت أفضل صديق لأمريكا في العالم العربي لـ50 عاما."
وأوضحت الصحيفة أن قول "الفيصل" كلمة "كنا" يعني أن هذه العلاقة كانت في الماضي وانتهت، بل شككت الصحيفة في مقولة "أفضل صديق"، مشييرة إلى حظر السعودية تصدير البترول إلى الولايات المتحدة كرد فعل على مساعدة الولايات المتحدة إسرائيل عسكريا أثناء حرب أكتوبر 1973.
وتشير "واشنطن بوست" أيضا إلى طلب الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، من السعودية بزيادة إنتاج البترول لينخفض سعر البترول بعد أن وصل سعر البرميل إلى أكثر من 127 دولار في مايو من العام 2008، إلا أن السعوديين واجهوا طلبه بالرفض.
وترى الصحيفة أن "السعوديين ينفقون المليارات لتمويل مدارس دينية، تنشر الفكر الوهابي في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى تكون تنظيمات مثل تنظيم القاعدة وطالبان الإرهابيين".
وفي هذا السياق تقول "واشنطن بوست" إن السعودية كانت تدعم حكم "طالبان" في أفغانستان، حيث كانت من ضمن أول 3 دول يقمن علاقات دبلوماسية مع أفغانستان، حينما تولت طالبان الحكم في سبتمبر 1996.
وأخيرا، تشير المجلة إلى انسحاب الملك سلمان بن عبدالعزيز في آخر لحظة من مقابلة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في قمة كامب ديفيد التي عقدت في 13 و14 من الشهر الحالي.
وتربط الصحيفة بين هذه الواقعة وواقعة مماثلة، حينما رفض ولي العهد السعودي في مايو 2011، عبدالله بن عبدالعزيز، أن يقابل الرئيس الأمريكي بوش، حيث أرسل إليه خطابا قائلا فيه: "في وقت ما يفترق الناس والدول، نحن في مفتررق الطرق، لقد حان الوقت للولايات المتحدة والسعودية أن تهتما أكثر بمصالحهما المستقلة."
وتجمل الصحيفة القضية موضحة أن "أفضل صديق لا يقوم بذلك، لاسيما بعد استمرار السعودية في الفترة الأخيرة في ضخ البترول، والذي أدى إلى هبوط سعر النفط، ما حفظ نسبة المملكة في السوق، وهدد محاولات الولايات المتحدة تطوير إنتاجها من النفط الصخري".