التوقيت الإثنين، 18 نوفمبر 2024
التوقيت 02:48 ص , بتوقيت القاهرة

هل بدأت السعودية "عاصفة حزم" ضد حزب الله؟

لم يكن التغير الجذري للسياسة السعودية تجاه الدور الإيراني يشتمل فقط على "عاصفة الحزم" وقيادة حملة عسكرية ضد حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، لكن يبدو أنها أعلنت حربها السياسية والعسكرية على جبهات أخرى مرتبطة بمصالح طهران السياسية والعسكرية في المنطقة، التي باتت ترى فيه المملكة خطرا محدقا بمنظومة الأمن على المستوى الداخلي والإقليمي.


بعد أن صنفت السعودية في مارس من العام الماضي عدة منظمات إسلامية توجد مقارها في السعودية وخارجها، ومنها حزب الله، كتنظيمات إرهابية، أعلنت المملكة أمس الأربعاء، فرضها عقوبات مالية على قياديين في حزب الله لاتهامهما بالمسؤولية عن عمليات إرهابية، ونشر الفوضى وعدم الاستقرار.



القياديان هما محمد قبلان، المحكوم غيابيا من محكمة مصرية عام 2010 بالسجن مدى الحياة لتورطه في خلية إرهابية، أما القيادي الآخر فهو خليل يوسف حرب، المسؤول عن أنشطة حزب الله في اليمن، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.


وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز، وحيد حمزة هاشم، لـ"دوت مصر"،  إن المملكة العربية السعودية لم تتخذ هذا القرار عن فراغ، وإنما نتيجة مشاركة حزب الله في الأحداث بالمنطقة، سواء بمساندة نظام "الأسد" ضد السوريين، أو في الخطابات المحرضة التي يلقيها زعيم الحزب، حسن نصر الله، فضلا عن الارتباط الوثيق كتابع من أتباع إيران في المنطقة، وداعم لسياستها في اليمن.



وأضاف: "حزب الله أثبت أنه من أهم عوامل عدم استقرار المنطقة، ومن ألد أعداء الدول الخليجية، وتحديدا المملكة العربية السعودية، ومن الطبيعي ومن حق الدول الدفاع عن نفسها ضد أي جهة تهدد أمنها واستقرارها وتناصبها العداء، على الأقل بالوسائل القانونية والشرعية، وهذا ما فعلته المملكة.


وأشار حمزة هاشم إلى أن حزب الله مرتبط باليمن، من خلال أساليب الكر والفر التي استخدمها الحوثيون، حيث أنها ذاتها هي الأساليب التي استخدمها حزب الله، لاسيما في استخدام صواريخ الكاتيوشا في ضرب المدن السعودية الجنوبية.


وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز إلى أن هناك استثمارات لحزب الله من خلال شخصيات لبنانية موجودة في المملكة، وهم واجهة تخفي نشاطات الحزب، بحسب قوله، موضحا أن اقتصاد المملكة منفتح، وأن هناك الكثير من الأجانب الذين يعملون ويكسبون منه، لاسيما اللبنانيون.


وأردف: "الكثير من الشيعة في المملكة يتعاطفون مع حزب الله، ويمارسون مختلف النشاطات التجارية، وهناك ضرورة لوقف هذا الدعم الذي يضر بالسعودية، من أشخاص منحتهم المملكة حق العمل والعيش بكرامة والأمان".



من جهته، أكد المحلل السياسي اللبناني المقرب من حزب الله، فيصل عبدالساتر، لـ"دوت مصر"، أن القرار السعودي لم يفاجئ أحد على الساحة اللبنانية، ولم يفاجئ قيادة حزب الله، التي باتت تدرك تمام أن المملكة العربية السعودية ذهبت بعيدا في حربها على "المقاومة" بأشكالها كافة، سواء في لبنان أو في فلسطين أو في سوريا إلى العراق، بحسب قوله.


ويضيف "عبدالساتر" أن "هذا القرار إن دل على شيء فإنه يدل على أن المملكة مستمرة في عدوانها الموصوف، وهي تريد بذلك أن تتماشى ربما مع العدو الإسرائيلي في توصيفه وتصنيفه حزب الله على أنه منظمة إرهابية، وما قامت به بعض المنظمات والجهات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية يشكل رسالة أن السعودية أيضا هي ماضية في النهج التي تمارسه واشنطن".


واستكمل: "أعتقد أن القرار السعودي سيكون له الكثير من التداعيات على المستوى الأخلاقي والسياسي، قبل أن يكون له أي تداعيات على المستوى الميداني".