بعد دعوتها للإضراب.. هل تكرر 6 أبريل سيناريو 2008؟
دعوات أطلقتها حركة 6 أبريل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت شعار "وآخرتها"، تنادي من خلالها بالإضراب عن العمل يوم 11 يونيو المقبل، حيث طالبت الحركة بعدم الذهاب للعمل أو الجامعة أو المدرسة، وتعطيل الحياة، بهدف أن يسمع النظام الحالي لمطالبهم في رواتب أفضل والتوقف عن رفع الأسعار والمحسوبية، وذلك بحسب بيان صادر عنهم.
من هذا المنطلق، السؤال طرح نفسه: هل ستنجح 6 أبريل في دعواتها وهل ستحظى بمثل ما حظت به في 2008؟ حيث رصدت "دوت مصر" آراء عدد من السياسيين في هذا الإطار الذين أجابوا على السؤال بالنفي.
مجابهة للحكومة
قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور مختار غباشي، إن وضع حركة 6 أبريل في 2008 يختلف تماما عن 2015، حيث كانت الحركة منذ بداية ظهورها وحتى عام 2012 لها دورا كبيرا في الساحة السياسية، وكان لهم ظهير شعبي وسياسي وشعبي كبير، إلا أنها تفتتقده الأن في 2015، كما أن الشكل السياسي للحركة اختلف، خاصة أن حالة الانشقاقات الداخلية التي شهدتها الحركة أضعفتها وأيضا افقتقدت الظهير الحزبي.
وتابع غباشي لـ"دوت مصر"، أن دعوات 6 أبريل لم تلق نفس صدى 2008 وما لحق به، خاصة أن الكثير وصل بهم الحال إلى عدم رضائهم عن ثورة 25 يناير وتبعيتها التي لم تلحق بهم سوى خلل أمني وتدهور الحالة المادية.
وأوضح أن 6 أبريل من خلال دعواتها تحاول أن تقول أنها مازالت في الساحة السياسية ولها تأثير، حيث تحاول أن تجابه الحكومة بعدة طرق، خاصة أنها لم تمتلك النزول للشارع فلجأت لدعوات إضراب، لافتا إلى أن دعواتها للإضراب تأتي تزامنا مع الصراع السياسي بين الحكومة وبين تيار الإسلام السياسي، حيث تعتبر 6 أبريل جزء من هذا الصراع.
طاقة سلبية
ورفض أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور حسن وجيه، دعوات 6 أبريل، واصفا اياها بـ"الدعوات الباطلة والمليئة بالطاقة السلبية"، لافتا إلى أنها رؤية لا تبني بل تهدم.
وأكد وجيه أن هذه الدعوات لم تحظ بنجاح لأنها لم يعد لديها وزن بين الناس، وافتقدت ظهيرها الشعبي على غرار موقفها بداية ظهورها في عام 2008.
ووجه للحركة رسالة قائلا: "مصر لازم تقف على رجليها والناس زهقانة من مثل هذه الدعوات.. وعليكوا أن تبنوا مصر ولا تهدموها".
مرحلة اللادولة
وأكد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أيمن عبدالوهاب، أن حجم تأثير دعوات الإضراب على الشارع المصري سيكون محدود وضعيف؛ لأن حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات السياسية فقدت مصداقيتها عند الشارع المصري، كما أن الناس لديهم معاناة وأدركوا سلبيات الفوضى على مدار الأربع سنوات الماضية، مشيرا إلى أن مثل هذه الإضرابات تدخلنا في مرحلة اللا دولة، كما أن حالة الضعف الاقتصادي ستزداد ضعف والاستقرار هو الذي يبني عجلة الإنتاج.
وأضاف عبدالوهاب: إذا كنا سنتحدث عن مطالب فيجب أن تتم مثل هذه الدعوات من قبل أدواتها الطبيعية المتمثلة في الأحزاب والمؤسسات المجتمعية على أن تتم عبر أطر قانونية.
وأشار الخبير السياسي، إلى أن حركة 6 أبريل عليها حكم قضائي وبالتالي أي دعوات تنطلق منها فهي دعوات مجرمة قانونا، مطالبا الدولة بالتعامل قانونيا مع الحركة واصفا دعواتها بـ"غير المسؤولة"، والتي تعيد الفوضى للبلاد وتهدد استقرارها.