تصوير – محمد أوسام

حول ساحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، يصطف آلاف الأقباط القادمين من مختلف محافظات مصر، يستعدون لدخول الكنيسة، بقلوب تملؤها الفرح، جعلت أصواتهم تدوي بين جدرانها بمجرد تخطيهم الأبواب، مرددين هتافات تعبر عن سعادتهم برسامة البابا تواضروس الثاني للأساقفة الجدد، في عشية السيامات، أمس السبت، والتي تعالت مع ترديد أسماء الأساقفة على مسامع الحاضرين، و بدء طقوس رسامتهم.

الأسقف (مساعد البابا)، و هو الشخص المسؤول عن الإبراشية، وتعني الإقليم الديني، الذي يضم أكبر عدد من الكنائس، بعيدًا عن التقسيم الجغرافي، فمن الممكن أن يوجد في المحافظة الواحدة أكثر من إبراشية، ويمكن أن تضم الإبراشية أكثر من محافظة.

لا يجوز تعيين أسقف جديد إلا بعد وفاة سابقه.

لابد أن يكون الأسقف من بين الرهبان، بترشيح أهالي المحافظة للبابا، أو اختيار البابا لشخص، وإرسال مندوبين لمعرفة آراء شعب الكنيسة.

يدخل الراهب، المفترض رسامته، بين اثنين من الأساقفة القدامى، في إشارة إلى محاصرة الراهب من الجانبين، حتى لا يهرب من المنصب ومجده الزائل، حسب رؤيتهم.

تستمر طقوس رسامة الأساقفة الجدد على مدار يومين؛ الأول صلاة العشية، والثاني خلال قداس الأحد. 

يتم خلال صلاة العشية، رشم "البرنس" أو "السترة"، ذهبية اللون، الموضوعة على طاولة عريضة أمام الهيكل، وعليها أسماء الأساقفة الجدد، من جانب البابا والأساقفة القدامى.

يعلن البابا، خلال الصلاة، الأسقف الجديد، باسمه أو الاسم الجديد، الذي يختاره له، خلال جلسات سابقة، وذلك في حال وجود أسقف آخر يحمل الاسم ذاته.

يقوم البابا بـ "تلبيس" الأسقف الجديد "البرنس" و"العمة"، ومباركتهما.

يردد الأساقفة الجدد التعهد، الذي يتضمن :"اتعهد أن أحب الرعية، وابحث عن الضال، ولا تكون لي جماعة مختارة منهم، وأن التزم بقوانين الكنيسة ممثلة في قداسة البابا والمجمع المقدس، ولا اعتبر مال الكنيسة مال خاص بي".

يتخلل صلاة العشية، عددًا من الألحان الخاصة برسامة الأساقفة.

يطوف الأساقفة الجدد، خلال الصلاة، في زفة بصحبة الشمامسة، في أرجاء الكنيسة كافة، احتفالًا بهم، ولتعريف الحاضرين عليهم.

وفي قداس الأحد، يتم إتمام طقوس رسامة الأساقفة، بعد الانتهاء من قراءة سفر أعمال الرسل في الإنجيل، باعتبار عمل الأساقفة، هو المكمل لأعمال الرسل، (تلاميذ المسيح)، ويسلمهم البابا الجلباب الأبيض، وعصا الرعاية والصليب، بعد رشمه ثلاث رشمات، الأولى؛ ينطقها البابا، وهى (باسم الأب)، والثانية؛ ينطقها الأساقفة القدامى (باسم الابن)، والثالثة؛ تعود إلى البابا مرة أخرى (باسم الروح القدس).