التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:24 م , بتوقيت القاهرة

الجارديان: قطر تحمي نفسها بالمال

تسعى قطر لتحقيق أمنها على المدى الطويل عن طريق استخدام أموالها في الاستثمار، حيث قالت الباحثة نسيبة يونس أن الأمن القطرى هو الدافع وراء استثمار الدوحة في بريطانيا



وذكرت الباحثة في مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط ومقره واشنطن، في مقالها بصحيفة "الجارديان" أن تركيز قطر على الاستثمار في بريطانيا خاصة يأتي بسبب ترحيب لندن بالاستثمارات الأجنبية، وتسهيلها إجراءات الاستثمار، لكن هناك جانب آخر لهذه الاستثمارات وهو أن قطر تأمل في أن يكون لها مركز ثابت في دائرة الأعمال في الدول المؤثرة


هذا الأمر سينعكس بربط أمن قطر بأمن هذه الدول، ويرجع ذلك بحسب الكاتبة إلى كون قطر - التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة - أصغر من أن تحمى أمنها بنفسها، ولذا تعتمد على شركائها من الدول الخليجية وعلى علاقاتها بحلفائها الدوليين


التهديد الإيراني لا يمنع التعاون مع طهران


في نطاق الخليج تجد قطر نفسها في خندق واحد مع الدول الخليجية المهددة من توسع النفوذ الإيراني، فضلا عن وجود العناصر الجهادية في داخل الدولة وخارجها، ولكن مع ذلك تبقى قطر مستقلة بعيدا عن الاتجاه السعودي في إدارتها للأمن، حيث تعمل قطر على مقاومة نفوذ السعودية في مجلس التعاون الخليجي.


وفي الوقت نفسه تحاول قطر تقليل التهديدات، بالتعاون مع الأطراف التي يقف ضدها أعضاء مجلس التعاون الخليجي، مثلما أقامت شراكة وثيقة مع إيران، وتحرص على عدم انتقاد إيران علنا، حيث تشترك الدولتان في أكبر حقل غاز في العالم، وفي 2010 وقعت الدوحة اتفاقا مبدئيا مع طهران لاتعاون في التدريبات البحرية في الخليج لمكافحة الإرهاب الأمر الذي ترجو منه قطر ألا تصبح هدفا للتهديد الإيراني


علاقات اقتصادية مع اسرائيل 


ترى الكاتبة أن قطر حظيت بعلاقة وثيقة مع تل أبيب حتى الهجوم على غزة في 2008، والدليل على قوة العلاقات أنها استضافت بعثة التجارة الإسرائيلية، وسعت لاستثمارات إسرائيلية، حتى مع تأييد الدوحة السلطة الفلسطينة وحماس، وغيرها من المنظمات الإسلامية، التي أنشأت معها علاقات مثل جماعة الإخوان، ما جعل قطر تحظى بتعاطف الإسلاميين في الدول العربية والإسلامية 


السعودية ومجلس التعاون الخليجي


السياسات القطرية تشعر السعودية بالإحباط، حيث تدعم الدوحة جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي أدى لخلاف غير مسبوق بين دول مجلس التعاون الخليجي عندما سحبت الرياض والمنامة وأبو ظبي سفرائهم من قطر، نظرا لأن الدول الخليجية باستثناء قطر تنظر للجماعة كتهديد لأمنها، كونها تستخدم الدين بشكل يقلل من شرعية حكام دول الخليج، لكن الكاتبة ترى إمكانية القول إن قطر كان لها نظرة أبعد من باقى دول الخليج، حيث كان دعمها الإخوان سببا في كسبها تأييد أنصار جماعة الإخوان المهمشين، ما منع انتقاد العائلة المالكة.


الدعاية القطرية


إلى جانب الاستثمارات الاستراتيجية، تسعى قطر للترويج لنفسها من خلال تطوير استثمارات ضخمة في شبكة "الجزيرة" الإخبارية، التي تروج لقطر كمركز للصحافة المستقلة، وعلى الرغم من تردد القناة في انتقاد الحكام العرب تلقت اتهامات بالتحيز في العديد من القضايا، مثل تجاهل مظاهرات البحرين في 2011.


كذلك هناك مونديال 2022، الذي جعلته الدوحة مركز الاستثمارات وأعمال التطوير بها، مع التقارير التي تشير إلى سوء ظروف أوضاع العمال الأجانب في قطر بحسب تقرير منظمة العفو  الدولية، كما شوه هذا الملف أحداثا أخرى مثل القبض على فريق عمل BBC في قطر، وهناك أيضا الدعوات من أجل السحب تنظيم المونديال، بسبب قوانين البلاد "المعادية لحقوق المثليين".


شروط ضرورية 


وختمت الكاتبة المقال بأنه إذا كانت قطر تريد أن تجعل نفسها قوة موثوق فيها لدى الغرب فعليها التعامل مع ملف العمال الأجانب، كما عليها تحديد موقفها من حرية الرأى والصحافة، وعليها إنشاء نظام قضائي عادل ونزيه، في إطار من القوانين التي تحمي حقوق كل من يعيش في البلاد، وليس فقط مواطنيها.