التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:46 ص , بتوقيت القاهرة

صور| مقتنيات المهجرين تروي مشاهد النكبة داخل قصر الباشا

 


حتى لا تضيع فلسطين مرة أخرى، رسم الأجداد من الرجال والنساء لوحة حية روت مشاهد النكبة الفلسطينية التي عاصروا أحداثها، وأصبحوا لاجئين بفعلها، فقد أحضروا أحفادهم داخل أقدم الأماكن الأثرية في غزة، وهو متحف قصر الباشا، لينقشوا ما تبقى معهم من ذكرى على جدران القصر، لعلها تعيد عبق الماضي.


وعرض الرجال والنساء، الذين هجروا قسرا من ديارهم قبل عام 1948، مقتنياتهم ووثائقهم التاريخية ومفاتيح بيوتهم التي ما زالوا يحتفظون بها إلى يومنا هذا، والمأكولات والعادات والتقاليد التي رافقتهم أيام البلاد، كانت حاضرة في المعرض التراثي، لتشكل حلقة وصل بين الأجيال المتلاحقة.



وفي الساحة الخارجية لقصر الباشا، أقيمت الخيام، وأوقدت النيران التي وضعت عليها أباريق القهوة، فيما التف من حولها عدد من الشباب، ورقصوا على أنغام الأغاني والأشعار التي كان يرددها الآباء والأجداد في أفراحهم وليالي سهرهم، قبل أن يهجروا من ديارهم.


جميع هذه المشاهد التي رصدها "دوت مصر"، تستمر على مدار أسبوع، ضمن معرض تراثي تنظمه الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث.



وروت فعاليات المعرض التراثي، حكاية فلسطين التي عجزت إسرائيل عن طمسها، فقد ربطت الأجيال الجديدة بما توراثه آبائهم وأحفادهم، وذكرتهم بما تعرضوا له من مآسي عبر أزمنة عديدة، حتى يبقى تاريخ فلسطين حاضرا لا يموت، مهما طالت السنين.


من جهته، قال رئيس الهيئة الفلسطينية للتراث، جمال سالم:" إن المعرض يحتوي مقتنيات وأزياء تراثية ومشغولات يدوية، جزء منهم يحتفظ بها الرجال والنساء منذ النكبة، وجزء آخر صنعوه بأيديهم ليعرضوه داخل المعرض".



وفي إحدى أركان المعرض كان يتغنى الحاج أبوهاني الغرة في حب الوطن وأمل العودة، برفقة 3 من أحفاده، فقد ردد بلهجته العامية أبيات من الشعر التي مازال يحتفظ بها منذ طفولته، "هدي يا بحر هدي طولنا في غيبتنا، ودي سلامي ودي للأرض اللي ربتنا، وسلملي على الزيتونة على أهلي اللي ربوني".


وقال الحاج أبوهاني الغرة لـ"دوت مصر": "إن الشعب الفلسطيني مازال متمسك بحق العودة والتحرير على مر الأزمان، وعلى الرغم من موجات القتل والتشريد التي تعرضنا لها، فإننا نحتفظ بذكرياتنا وكل ما جمعناه من مقتنيات ووثائق تثبت ملكيتنا لأراضينا وقرانا المحتلة".



ويعد قصر الباشا، الذي يحتضن المعرض التراثي، النموذج الوحيد المتبقي للقصور في غزة، الذي مازال يحتفظ بجماله الأثري، وأركانه التي تروي حكاية عصور تاريخية مرت على أرض فلسطين.


وتعود أبنية قصر الباشا إلى العصر المملوكي، فقد كان مقرا لنائب مدينة غزة في العصريين المملوكي والعثماني.