فيديو| كيف نشأت "ميليشيات" الوطن العربي؟
"ميليشيا".. كلمة أصبحت تتردد كثيرا في الأخبار المتعلقة بالدول العربية التي تشهد فوضى واقتتالا طائفيا أو عقائديا أو من أجل السيطرة على الحكم.. لكن ليس الكثير يعرف أن أصل الكلمة لاتيني ومصدرها miles، التي تعني جندي، وفي عام 1590 استخدمت باللغة الانجليزية على أنها militia، ومنها تحولت إلى لغتنا العربية.
الميليشيا، هي جماعة مسلحة تشكل من قوات غير نظامية، وتعمل بأسلوب حرب العصابات، بعكس مقاتلي الجيوش النظامية، وانتشر هذا المصطح مؤخرا في الوطن العربي بعد انتشار الفوضى والحرب الأهلية في بعض الدول.
وكان أكثر التنظيمات التي تندرج تحت هذا المصطلح هو "داعش"، الذي لقى انتشار على المستوى العالمي والعربي، إلا أن هناك تنظيمات كثيرة لم تأخذ نفس التناول الإعلامي، منها ما هو هدفه مقاومة طرف معين وآخر ديني وغيرها ممن تم تصنيفها على أنها إرهابية بسبب تشددها، فما هي هذه الميلشيات وأماكن تواجدها؟
لبنان
تعتبر لبنان أوائل الدول العربية التي شهدت ظهور الميلشيات، بسبب الحرب الأهلية التي دامت لأكثر من 15 عاما، وشارك فيها كل الطوائف، ويعد أبرز ها حاليا:
"الكتائب اللبنانية"
في 13 إبريل 1975، قامت ميليشيا الكتائب بتنفيذ مذبحة الحافلة (بوسطة عين الرمانة)، التي يعتبرها البعض الشرارة التي بدأت الحرب الأهلية اللبنانية.
"القوات اللبنانية"
هي ذراع عسكرية لحزب "الجبهة اللبنانية"، أسسها بشير الجميل عام 1976، كانت إحدى أهم الأطراف المتصارعة في أثناء الحرب، وخاضت معارك عديدة ضد ميليشيات الحركة الوطنية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية.
عرفت بعد اغتيال قائدها عام 1982 عدة تغييرات على قيادتها، حتى استقلت عن الجبهة اللبنانية، ودخلت في صراع دموي مع وحدات الجيش، الموالية لرئيس الحكومة العسكرية، ميشال عون، بين 1989 و1990، وسلمت أسلحتها بعد اتفاق الطائف وتحولت إلى حزب سياسي.
"حزب الله"
تنظيم متواجد على ساحة لبنان السياسية والعسكرية على مدى أكثر من 20 عاما، وقد اكتسب وجوده عن طريق المقاومة العسكرية للوجود الإسرائيلي، خصوصا بعد اجتياح بيروت عام 1982، أسسها فكريا محمد حسين فضل الله، ومعظم أفراد الحزب مرتبطين مذهبيا، بمرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، ويعتبرونه من أكبر المراجع الدينية العليا لهم، ويعتبر حسن نصر الله، الأمين العام للجماعة، الوكيل الشرعي لعلي خامنئي في لبنان.
العراق
يعود تاريخ نشأة بعض المليشيات إلى ما قبل الغزو الأمريكي للعراق 2003، فيما شهدت فترة إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين نشأة بعضها الآخر، وجميعها تتمتع بقدرات مالية وبشرية كبيرة، ومعظمها تتلقى الدعم من إيران، وتصاعد دورها في الفترة الأخيرة لمحاولات التصدي لـ"داعش" الذي يحاول السيطرة على مساحة كبيرة من العراق، وأبرزهم:
"الحشد الشعبي"
بداية إنشائه كانت في يونيو 2014 كنتيجة لفتوى "الجهاد الكفائي"، التي أطلقها المرجع الشيعي، علي السيستاني، في أعقاب سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوي، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 400 ألف مقاتل، واعتبرها رئيس الوزراء العراقي هيئة رسمية تابعة للحكومة في بداية 2015.
"فيلق بدر"
تأسس في طهران عام 1981 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي كان يسمى في ذلك الوقت "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، على يد عالم الدين الشيعي، محمد باقر الحكيم، الذي اغتيل في العام 2003، بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للعراق، وكان الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويشن عمليات عسكرية ضد نظام صدام حسين.
ويتزعم فيلق بدر حاليا وزير النقل العراقي السابق، هادي العامري، ويضم نحو 12 ألف مقاتل، غالبيتهم انخرطوا في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات.
"جيش المهدي"
الجناح المسلح للتيار الصدري، الذي يقوده القيادي الديني الشيعي، مقتدى الصدر، تأسس في سبتمبر 2003، لقتال القوات الأمريكية في العراق، ويتكون من شباب يُقلدون عالم الدين، محمد صادق الصدر، الذي اغتاله حزب البعث العراقي عام 1999، وتشير التقديرات إلى أن عدد أفراده يصل إلى نحو ستين ألفا، ويطلق عليها أحيانا اسم "سرايا السلام".
"جيش المختار"
مليشيا شيعية تابعة لحزب الله فرع العراق، يتزعمه القيادي الديني، واثق البطاط، الذي يقول إن تنظيمه امتداد لحزب الله، ويرفع مثله رايات صفراء، لكن بشعارات مختلفة. ويدعو الحزب منذ تأسيسه في مطلع يونيو 2010 لقتل أعضاء حزب البعث المحظور، ومن يصفهم بـ"النواصب والوهابيين".
ويجاهر البطاط بالولاء المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي، ويقول إنه سيقاتل إلى جانب إيران إذا ما دخلت في حرب مع العراق، وتشير التقديرات إلى أن مليشيا جيش المختار تضم نحو أربعين ألف مقاتل.
"عصائب أهل الحق"
شكلها القيادي في التيار الصدري، قيس الخزعلي، بعد انشقاقه، ولحق به آلاف المقاتلين في عام 2007، وتقول تقارير غربية إنها تعمل تحت رعاية قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أحد المقربين من مقتدى الصدر.
ويُعرف أنها من أشد الفصائل الشيعية تشددا، وكانت ضالعة بصورة واسعة في أعمال العنف الطائفي بين عامي 2006 و2007. وأعلن عن تأسيسها الرسمي في 2007. ويقدر عدد أفرادها الآن بنحو عشرة آلاف مقاتل.
"لواء أبوالفضل العباس"
جماعة مسلحة أُعلن عنها من قبل المرجع الشيعي العراقي، قاسم الطائي، إبان اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011، لمساعدة قوات النظام، ويضم مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي والتيار الصدري، وأعلن الشيخ علاء الكعبي، الذي يقود الجماعة، أن أسباب تشكيلها هو حماية المراقد الشيعية المقدسة، ومواجهة "داعش".
ليبيا
تشهد ليبيا فوضى عارمة من بعد سقوط نظام القذافي في 2011، ويدور قتالا عنيفا مستمرا في البلاد بين عدة جماعات مسلحة تكونت إبان الثورة على النظام من ناحية، وبين الجيش الليبي والجماعات المؤيدة له من ناحية أخرى، وفندها المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، في ندوة حول ليبيا، في أبريل 2014.
"فجر ليبيا"
تتكون من مجموعة ميليشيات محسوبة على التيار الإسلامي، سيطرت على العاصمة الليبية، طرابلس، ومطاراتها وموانئها، وتخوض معارك عنيفة ضد قوات الجيش، المؤيدة للبرلمان المنتخب والمعترف به دوليا، الذي يمارس أعماله من طبرق.
"كتيبة شهداء 17 فبراير"
أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في شرق ليبيا، وتتخذ من أحد معسكرات الجيش مقرا لها في منطقة القوارش، غرب مدينة بنغازي.
"كتيبة الشهيد راف الله السحاتي"
سميت بذلك نسبة إلي شخص قتل في أثناء قتاله قوات القذافي في 19 مارس 2011، في بنغازي.
"كتيبة شهداء أبوسليم"
متواجدة في مدينة درنة، شرق ليبيا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى قتلى سجن أبوسليم، ومرتبطة بتفكير تنظيم القاعدة.
"أنصار الشريعة"
نشأت في بنغازي بهدف تحكيم الشريعة الإسلامية في الدولة الليبية، وهي جماعة ترفض العملية الديمقراطية، والانتخابات، ولا تعترف بالدولة، وتدعو إلي إقامة الخلافة، وأعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش".
"درع ليبيا"
تنشط في شرق ووسط وغرب ليبيا، وتمتلك مئات الدبابات والصواريخ والأسلحة الحديثة.
"كتيبة الفاروق"
أسسها أبو على، وهي أحد أبرز التشكيلات المنضوية تحت أنصار الشريعة والداعمة لفجر ليبيا.
"قوات الكرامة"
قوات كان يترأسها الفريق خليفة حفتر، قبل أن يتولى القيادة العامة للجيش بقرار من البرلمان المنتخب، وتكونت بعد أن مارست الميليشيات المسلحة، المتطرفة عمليات اغتيال على مدار 3 سنوات، حيث قتل نحو سبعمائة ضابط في عمليات اغتيال يومية.
"قوات الصاعقة"
يقودها العقيد ونيس بوخماد، وهي قوات الجيش الشرعية والمتبقية من الجيش الليبي، وكتيبة 21، وكتيبة 204 دبابات، التي يقودها العقيد البرغثي.
اليمن
"الحوثيون"
حركة "أنصار الله" أو الحوثيون، نسبة إلى مؤسسها حسين بدرالدين الحوثي، تعتبر حركة تمرد باطنية تأسست في مدينة صعدة، شمال اليمن، عام 1991، وانشقت عن المذهب الزيدي، وتسير على نمط (حزب الله) في لبنان دينيا وسياسيا، ويعتنقون أفكار وعقائد الشيعة الاثنى عشرية، وكانوا يسمون أنفسهم تنظيم "الشباب المؤمن".
"قوات صالح"
هي مجموعة من المسلحين المؤيدين للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، تكونت من عدة كتائب ولواءات منشقة عن الجيش اليمني، وبعض المواطنين المسلحين الرافضين بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
سوريا
أكثر من 4 سنوات مروا على سوريا كانوا جديرين بنشأة عدة جماعات مسلحة اختلفت توجهاتها الدينية والعسكرية نتيجة البيئة الخصبة التي شهدت صراعا دمويا في مختلف مناطق الدولة وأبرزهم:
"وحدات الحماية الكردية"
قوات أو وحدات حماية الشعب الكردية وتعرف اختصارا بـ YPG، وهي قوات شعبية كردية تختص بحماية المدنيين في سوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وتحظى بقاعدة شعبية في مناطق تواجدها بسبب المعارك ضد "داعش"، خصوصا مدينة "كوباني".
كان عددها في عام 2013، 45 ألفا تقريبا، لكن ارتفع العدد إلى 60 ألف مسلح بعد قانون الخدمة الإلزامية التي طرحتها الإداره الذاتية، وموالية لـحزب العمال الكردستاني، الذي ينتشر في حدود تركيا ويخوض معارك مع القوات الحكومية من أجل الاستقلال.
"جيش الفتح"
تنظيم أسسته فصائل إسلامية سورية توحدت ضمن "غرفة عمليات مشتركة"، وكانت أولى معاركه الكبيرة "غزوة إدلب" فانتزعها من قوات النظام في مارس/آذار 2015، لكنه يؤكد استمراره حتى ينتهي يطرد قوات جيش الأسد من كافة المناطق بسوريا، ومن أهم التنظيمات فيه هو "جبهة النصرة".
"جيش الإسلام"
هو عبارة عن توحد عشرات الألوية والفصائل المعارضة للنظام السوري في كيان واحد، يقوده القائد العسكري، زهران علوش، وينتشر في مناطق كثيرة من سوريا.
الصومال
يتكون التمرد في الصومال من مجموعتين رئيسيتين هما: "جماعة حزب الإسلامية" و"حركة الشباب"، ولكلاهما قادة مرتبطين بخلية تنظيم "القاعدة" في شرق افريقيا وفقا لدراسة أجراها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط.
"جماعة حزب الإسلامية"
نتجت عن دمج عدة حركات مسلحة في جنوب الصومال، انبثقت من "اتحاد المحاكم الإسلامية"، ويرأس هذه المجموعة حسن ضاهر عويس، القائد العسكري السابق لـ"حركة الاتحاد الإسلامي"، أول حركة متشددة إسلامية عصرية في الصومال، التي ظهرت في التسعينيات من القرن الماضي، وصُنفت من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
"حركة الشباب"
هي حركة جهادية صومالية ومتشددة تطمح إلى إنشاء إمارة إسلامية في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي. ويتناقض مع "جماعة حزب الإسلامية"، التي حافظت على جدول أعمال أكثر وطنية يركز على القضايا الصومالية.