التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:51 ص , بتوقيت القاهرة

6 أسباب دفعت "داعش" للسيطرة على الرمادي

"تم تطهير الرمادي كاملة من رجس الصفويين (المفردة التي يستخدمها لوصف القوات العراقية) وأذنابهم، بعد اقتحام اللواء الثامن، أهم وأكبر معاقلهم فيها، فسيطرنا عليه وعلى كتبية الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة إلى مبنى قيادة عمليات محافظة الأنبار".


هكذا أعلن تنظيم "داعش"، أمس الأحد، وبعد محاولات حثيثة، على مدار عام تقريبا، سيطرته على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب العراق، بالكامل، بعد انسحاب الجيش العراقي والقوات الأمنية من المدينة، ليبقى السؤال: لماذا سعى التنظيم للسيطرة على الرمادي؟



تقدم ميداني


تعد سيطرة التنظيم على هذه المدينة أبرز تقدم ميداني له في العراق منذ نحو عام، حيث تصبح الرمادي ثاني مركز محافظة يقع تحت سيطرته، بعد الموصل مركز محافظة نينوى شمال البلاد، والتي استولى عليها في 10 يونيو/حزيران 2014.


ورقة ضغط


الرمادي تعتبر، بالنسبة للتنظيم، من ورقات الضغط الكبيرة على الجيش العراقي، الذي يخوض معارك شرسة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، والذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم، ما كبده خسائر بشرية وميدانية فادحة بات لزاما عليه تعويضها.


بعد استراتيجي


ونظرا لموقعها الجغرافي وتخومها مع جارتيها بغداد وكربلاء، حيث تفصلها مسافة 108 كيلومترا فقط عن العاصمة، تشكل الرمادي بعدا استراتيجيا هاما للتنظيم الذي أعلن بالفعل -خلال الشريط المصور الذي بثه، أمس الأحد، لتوثيق سيطرته على المدينة- أن وجهته المقبلة ستكون بغداد وكربلاء (العاصمة الشيعية).


البوابة الغربية


كذلك تشكل الرمادي مركز المحافظة التي تعد بمثابة البوابة الغربية للعراق، فحدودها اللصيقة بسوريا تجعل من الممكن، بل وربما من اليسير، مد حدود "دولة الخلافة" التي يسعى التنظيم لتأسيسها، بين ما يسميها ولايتي الشام والعراق.


ثقل خاص


سيطرة "داعش" على الرمادي يجعلها تتحكم في معظم العراق، وفقا لصحيفة "إلموندو" الإسبانية.


ولا عجب في ذلك، فهذه المدينة تعد مركز القيادة الإدارية والأمنية والاقتصادية للأنبار، أكبر المحافظات العراقية، حيث تشكل ثلث مساحة العراق، وهي تحتوي على مواقع ذات أهمية خاصة، من بينها المجمع الحكومي الذي يضم مباني المحافظة ومجلسها وقيادة الشرطة والإذاعة والتليفزيون، وهو مكان فضلا عنه أنه شديد التحصين، ذو دلالة رمزية وسيادية عالية.


أهمية سكانية


سكان المدينة، الواقعة في جنوب غرب ما يسمى بالمثلث السني العراقي، والذين يعدون قرابة المليون نسمة، وغالبيتهم من العشائر السنية، التي كانت أول من أسس الصحوات ضد المتشددين والمتطرفين في العراق، إبان فترة الاحتلال الأمريكية، يشكلون أهمية إضافية للتنظيم، الذي لطالما  استخدمهم في تأجيج الصراع السنى الشيعي في البلاد، من أجل الحفاظ على وجوده واستمراره.


علما بأن "داعش" تسبب في نزوح نحو 8 آلاف شخص على الأقل من الرمادي، بحسب ما أفادت منظمة الهجرة الدولية، ما يعد ضربة أخرى للقوات العراقية، التي لطالما ساندها مقاتلو العشائر في صد هجمات التنظيم على المدينة.