التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 04:02 م , بتوقيت القاهرة

سوريا.. المعارضة تقود حربا نفسية وإعلامية تفوق العسكرية

لا تقل الحرب الإعلامية والنفسية في سوريا ضراوة عن الصراع العسكري الدائر على الأرض، حيث أضحت معركة الإشاعات الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي سلاحا فعالا لإشغال جمهور طرفي الصراع، وضرب الروح المعنوية لديهم، من خلال بث أخبار مرتبطة بالقتال على الأرض والخسائر التي يتعرض لها الطرفان.


مؤخرا، ازدادت وتيرة الشائعات الإعلامية من قبل المعارضة السورية، ولم يكن في عددها فقط، وإنما في حجمها الذي يجد صدى لدى الحكومة السورية وحزب الله على المستوى الشعبي والسياسي والعسكري.


عاصفة الحزم
ردود فعل الحكومة السورية قد تكون دليلا على التأثير الكبير لهذه الشائعات، المرتبطة إلى حد ما بالإحباط والتخوف من نتائج عملية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والتي تشير إلى تغير السياسة السعودية تجاه سوريا، بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم.



فمع الحديث عن عاصفة حزم في سوريا لإسقاط نظام الأسد، وفق تحالف سعودي قطري تركي. تقدمت قوات المعارضة الشهرين الماضيين، في السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، واستعادة بصرى بصرى الشام من مقاتلي حزب الله، ومدينة إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد ومصيبين في ريف إدلب.


ظهور مملوك
ردود فعل النظام السوري على الشائعات ضده برزت في تصريح للرئيس بشار الأسد، خلال استقباله رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء بروجردي أن تأجيج "الحرب على السوريين من قبل الإرهابيين وداعميهم واستخدام الكذب والحملات الإعلامية لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه على الأرض لم ولن ينال من صمود وعزيمة السوريين وتصميمهم على القضاء على الإرهاب، بمساعدة الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران".
وكان ذلك ردا على إشاعات تفيد باعتقال مدير مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، من قبل بشار الأسد بعد محاولة انقلاب على السلطة، إضافة إلى اتهامه بإجراء اتصال هاتفي مع الاستخبارات التركية.


وظهر علي مملوك في الاجتماع مع المسؤول الإيراني يجلس إلى جانب الأسد في أول ظهور علني للرجل.



مقتل الرئيس
سبقت هذه القضية شائعات تفيد بمقتل الرئيس بشار الأسد، برصاص مرافقه الشخصي مهدي اليعقوبي عن طريق الخطأ، وأنه تم نقل الأسد إلى مشفى الشامي بدمشق.


هذا الخبر لم يمر دون نفي المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية الثلاثاء 5 مايو 2015، الذي قال "إن النبأ (مثير للسخرية)".


 




 



 


استثمر الأسد، 6 مايو لتفنيد شائعة مقتله، بالظهور في احتفالية بذكرى عيد الشهداء، حيث ألقى خطابا في إحدى مدارس أبناء وبنات الشهداء بدمشق.



لم تتوقف الشائعات عند هذه النقطة، إذ تجاوزتها إلى نبأ اعتقال المرافق الشخصي للرئيس الأسد، وابن عمته "ذو الهمة شاليش"، الدائم الظهور في التحركات الرسمية وغير الرسمية للأسد، بحجة اشتراكه مع مملوك في قضية محاولة  انقلاب على سلطة الأسد.


جلطة نصر الله
تفاعل الرئاسة في سوريا مع الشائعات، قد يكون دليلا على التأثير الكبير لما تتناقله وسائل الإعلام في نفوس جمهور الموالين للأسد في سوريا، إضافة إلى أنها تأتي بعد وفاة رئيس الأمن السياسي في سوريا، رستم غزالي، والتي أثارت جدلا كبيرا، في أنه تمت تصفيته من قبل النظام.



الحرب النفسية التي تشنها جهات تابعة للمعارضة السورية لم تتوقف عند سوريا، بل ذهبت إلى رأس الهرم في حزب الله، أمينه العام، حسن نصر الله، والتي بدأت بحملة تشهير وسخرية إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وانتهت بمعلومات عن وفاة نصر الله بجلطة دماغية، ومعلومات أخرى اكتفت بالحالة الحرجة لنصر الله بعد إصابته بجلطة ألزمته الفراش في مستشفى الرسول الأعظم بالضاحية الجنوبية لبيروت.


وشهدت سوريا مقتل عدد من أبناء عمومة الرئيس الأسد خلال اشتباكات مع قوات المعارضة، أبرزهم هلال الأسد، ومحمد توفيق الأسد، إضافة إلى حادثة اعتقال منذر جميل الأسد من قبل القوات السورية في اللاذقية، بعد معلومات تشير إلى اتصاله بعمه، رفعت الأسد الممنوع من دخول البلاد، لتجهيز انقلاب على السلطة.