التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:07 م , بتوقيت القاهرة

ملامح البيان الختامي لقمة "كامب ديفيد"

انتهت القمة الأمريكية الخليجية ببيان مشترك ندد بأنشطة إيران التي قال إنها تهدف إلى زعزعة الأمن في المنطقة، وأكد - في المقابل - تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.


وفي وقت سابق، عُقدت القمة الأمريكية الخليجية بمنتجع كامب ديفيد، شمال غرب الولايات المتحدة، بحضور باراك أوباما، وممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي، يتقدمهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان.


وشمل البيان الختامي لاجتماع قمة كامب ديفيد ملامح استراتيجية طويلة الأمد، تتضمن كيفية التعامل إزاء كافة التطورات التي قد تشهدها المنطقة، خلال عام من الآن، وفيما يلي أبرز ملامح البيان الختامي للقمة الأمريكية الخليجية:


الولايات المتحدة والخليج.. تعاون مستمر


اجتمع زعماء ووفود دول الخليج والرئيس الأمريكي على إعادة تأكيد الشراكة القوية والتعاون فيما بينهم، كما أكد القادة التزامهم المشترك بشراكة استراتيجية لبناء علاقات أوثق في المجالات كافة، بما في ذلك الدفاع والتعاون الأمني، ووضع نهج جماعي للقضايا الإقليمية من أجل النهوض بمصالحهم المشتركة في الاستقرار والازدهار.


أما عن بيان "الشراكة الاستراتيجية الجديدة للتعاون الأمني"، فقد ناقش الزعماء ما يتعلق بالإرهاب، والأمن البحري، والأمن المعلوماتي، فضلا عن نظم الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وأقر البيان الختامي للقمة أن "العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي لاتزال دعامة من الدعائم أساسية للشراكة الاستراتيجية وحجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي".


وأضاف البيان: "تعاوننا القائم، بما في ذلك تبادل المعلومات، والمناورات العسكرية المشتركة، وتوفير المعدات العسكرية المتطورة والتدريب، هو دليل على قيمة مستدامة، فضلا عن مصالحنا الأمنية المشتركة".


مكافحة الإرهاب وتمويله


اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية على التنسيقمع دول الخليج لتعقب وملاحقة المتورطين ومرتكبي العمليات الأرهابية، كذلك سن القوانين الرادعة لوقف عملية تمويل وتجنيد المتطرفين، لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تشكلها جماعات العنف في المنطقة.


بجانب هذا الاتفاق، من المقرر عقد منتدي تعاون آخر يختص بقضايا ومكافحة الإرهاب وأمن الحدود، كذلك سيشمل التعاون بين الجهتين في عملية تبادل المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ تجميد أصول الأفراد والكيانات في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي.


مكافحة "التطرف العنيف"


من المقرر أن تقدم الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الدعم المالي للمبادرات متعددة الأطراف لمواجهة التطرف العنيف، وفي هذا السياق عرض قادة دول مجلس التعاون الخليجي استضافة مؤتمر للقيادات الدينية، بهدف تعزيز جهود فضح "الطبيعة الحقيقية" لتنظيم "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى.


مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل


أشار البيان إلى زيادة الجهود المبذولة لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها، فضلا عن الأسلحة المتقدمة، من خلال زيادة الضوابط الوطنية على انتشار المواد والتكنولوجيات الحساسة.


العلاقات الإيرانية


ناقش اجتماع "كامب ديفيد" مفاوضات مجموعة 5+1 وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وأكد حاضروه أن الصفقة القابلة للتحقق الشامل والتي تعالج المخاوف الإقليمية والدولية بشأن البرنامج النووي، تأتي في مصلحة أمن دول مجلس التعاون وكذلك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.


كما أعلن المجتمعون رفضهم نشاط إيران في المنطقة، مؤكدين أنه "يسعي إلى زعزعة الاستقرار"، كما شدد المجتمعون على ضرورة انخراط طهران في المنطقة، وفقا لمبادئ حسن الجوار، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، واحترام السلامة الإقليمية بما يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وطالبت دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، طهران باتخاذ خطوات ملموسة وعملية لبناء الثقة وتسوية الخلافات مع جيرانها بالطرق السلمية.


مواجهة المنظمات الإرهابية


ووفق البيان الختامي، اتفق المجتمعون على زيادة التعاون في مجال مكافحة المنظمات الإرهابية، لاسيما "داعش" و"تنظيم القاعدة"، مع تعزيز التدابير الأمنية في الحدود والطيران، وأكدوا التزامهم بمساعدة الحكومة العراقية والتحالف الدولي في القتال ضد "داعش"، مشددين على أهمية تقوية العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والحكومة العراقية، على أساس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدولة.


سوريا


أشار المجتمعون إلى التزامهم التعاون لإيجاد حل سياسي مستدام، ينهي الحرب، ويشكل حكومة تحمي الأقليات العرقية والدينية، ويحافظ على مؤسسات الدولة، وأكدوا أن الرئيس السوري، بشارالأسد، "فقد شرعيته"،  وأنه "ليس له دور في مستقبل سوريا"، داعمين الجهود المتزايدة للتقليل من قدرات "داعش" في سوريا وتدمير التنظيم في نهاية الأمر.


وحذر قادة "قمة كامب ديفيد" من تأثير الجماعات المتطرفة الأخرى، مثل "جبهة النصرة"، التي أكدوا أنها تمثل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والمجتمع الدولي، معربين عن قلقهم العميق إزاء استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا، واستنكروا توزيع المساعدات على السكان المدنيين من جهة نظام الأسد أو أي طرف آخر.


اليمن


أكد بيان المشاركين في قمة "كامب ديفيد" ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما أكد الحاجة للانتقال السريع من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية من خلال مؤتمر الرياض، الذي يعقد تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي يوم الأحد المقبل، على أن تكون المفاوضات التي تيسرها الأمم المتحدة قائمة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.


وأكدت الولايات المتحدة التزامها بالمشاركة مع أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي - وغيرهم من أعضاء المجتمع الدولي - في السعي لمنع إمداد قوات الحوثيين وحلفائهم.


ليبيا


قرر القادة التحرك لإقناع الأطراف الليبية بقبول اتفاق شامل لتقاسم السلطة، على أساس المقترحات المقدمة من الأمم المتحدة، والتركيز على مواجهة الوجود الإرهابي المتنامي في البلاد.


فلسطين


شددت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على ضرورة حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، على أساس اتفاق سلام شامل وعادل ودائم ينتج عنه "قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل"، وتحقيقا لهذا الهدف أكدوا أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002، والحاجة الملحة للأطراف لتحقيق حل الدولتين، بحسب الببيان


كما قرر المشاركون مواصلة الوفاء بالتعهدات المعلنة لإعادة إعمار قطاع غزة، التي تشمل التعهدات التي قدمت في مؤتمر القاهرة في أكتوبر الماضي.


لبنان


ركزت القمة على أزمة تأخر انتخاب رئيس جديد للبنان، ودعا القادة المجتمعون جميع الأطراف إلى تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، موضحين أهمية إقدام مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية وفقا للدستور، كذلك أكد القادة تصميمهم على دعم حكومة بيروت في مواجهة "داعش" و"جبهة النصرة"، الذين يهددان الأمن والاستقرار في البلاد.