وزير الشباب :"مصر مفيهاش بطالة".. ونشطاء :"إحنا مخبينها"
فرد قادر على العمل، وسلك طرقا كثيرة للبحث عنه ولم تسنح له الفرصة لإيجاده، لأسبابٍ كثيرة منها قلة فرص العمل، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع، هذا هو المفهوم الحقيقي لكلمة "البطالة".
الآفه المنتشرة منذ عدة قرون وتعاني منها مصر، ولم يستطع أي مسؤول ماضي أو حاضر أن ينكرها، إضافة إلى الجهود التي بذلتها جميع الأنظمة للقضاء أو التصدي على هذه المشكلة التي تزداد يوما بعد يوم.
ورغم ما أشارت إليه آخر الإحصائيات التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة البطالة في مصر تبلغ 13%، وفي ظل تزايد أعداد الحاصلين على مؤهلات عليا الباحثين عن أية وسيلة للخروج للعمل بالخارج، وفي ظل الآلاف الذين يلجؤون للهجرة غير الشرعية، ومنهم من ينجو في ذلك ومنهم من يدفع حياته ثمن المحاولة؛ للبحث عن فرصة عمل تساعده على عيشة كريمة.
وزير الشباب :"ماعندناش بطالة على الإطلاق":-
خرج وزير الشباب والرياضة، خالد عبد العزيز، ليقضي على هذه المشكلة ويؤكد أن مصر لايوجد بها بطالة على الإطلاق، وذلك خلال ملتقى لتشغيل الشباب، بمحافظة الدقهلية، قائلا "إن البيانات التي تقول إن نسبة البطالة في الدولة 13%، غير حقيقية، فنحن لدينا وظائف كثيرة جدا، ولكنها لا تجد شبابا للعمل بها، وهناك شباب لا يجدون ما يريدون العمل فيه، إذن فالمحصلة أن هناك شبابا لا يجدون وظائف تناسبهم، وأصحاب عمل لا يجدون موظفين".
وأضاف الوزيرأنه يوجد شباب صغير يقومون ببيع مناديل "كلينكس" في إشارات المرور، ويتحصلون على مبلغ 150 جنيها في اليوم، موضحا أن بعض المهن التي يعمل بها الشباب أصبحت دخلها أكبر من المهن المنتجة، وأصبح البقشيش الذين يحصلون عليه يتجاوز الـ150 جنيها، وعندما يرى الشاب ذلك لا يستطيع العمل في مصنع بـ1500 جنيه، بعدد ساعات عمل تتراوح بين 5- 8، لأنه يرى طفلا يتحصل على 3000 جنيه.
"البطالة" ... مشكلة اقتصادية ونفسية واجتماعية وأمنية :-
البطالة ليست مشكلة اقتصادية فقط، بل أيضا مشكلة نفسية، واجتماعية، وأمنية، وسياسية، وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج، لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة، فالشاب يفكّر في بناء أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على نفسه، من خلال العمل والإنتاج، لا سِيَّما ذوي الكفاءات، والخِرِّيجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص، واكتساب الخبرات العملية.
وفي المقابل يعاني عشرات الملايين من الشباب من البطالة، بسبب نقص التأهيل، وعدم توفّر الخبرات لديهم، لتَدنِّي مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم، أوأولياء أمورهم.
" الموارد البشرية" : "مفيش بلد في الدنيا مفيهاش بطالة" :-
قال رئيس الاتحاد العربي لتنمية الموارد البشرية المستشار أيمن الجندي، إنه لايوجد بلد في العالم ليس لديها بطالة، مطالبا المسؤولين بتحري الدقة وإسناد كلامهم إلى تقارير وبيانات موثقة.
وأضاف الجندي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، نريد العمل وإنجاز مشروع وليس مشروع إنجاز، لأن الناس تعبت من الكلام وتريد أن ترى أفعالا، موضحا أن إحصائيات البطالة تقوم على بيانات التأمينات والمعاشات، قائلا فهل يتم حساب كل فتاة أو شاب يعمل بمحل تجاري وليس لهم تأمينات؟.
وأشار الجندي إلا أن البلاد الخارجية تقوم بإعداد بيانات سليمة وحقيقية ثم يتم وضع خطة لحلها والقضاء عليها، مطالبا المسؤولين بالبعد عن التصريحات التي تثير المواطنين للظهور الإعلامي.
عبد الغفار شكر : "البطالة موجود في مصر وموثقة" :-
وقال نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، عبد الغفار شكر، إن البطالة موجود في مصر وموثقة بالبيانات والإحصائيات، حيث بلغت رقمًا قياسيًّا؛ لأنها وصلت لما يقرب من 13%، كما أنها فى زيادة سنوية؛ نتيجة للتوقف عن إنشاء مصانع جديدة، بجانب عدم تشغيل المصانع المتوقفة والتي تعيش أزمات بين العمال والمستثمرين، إضافة إلى عدم وجود فرص عمل حقيقية للواصلين لسن العمل.
وأوضح شكر في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن الوظائف التي ذكرها وزير الشباب موجودة بالفعل، لكنها لا تجد من يعمل بها لأنها لا تناسب سوق العمل، وتحتاج إلى كوادر وخبرات خاصة في العديد من المجالات كالكمبيوتر وغيره من الوسائل التكنولوجية، كما أن البعض منها أجورها متدنية.
وطالب نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الدولة بتدريب الشباب واستغلال طاقاتهم؛ لتحويلهم إلى أيدي عاملة ومنتجة، فإن كانت الدولة تسعى لإنهاء مشكلة البطالة، التي تتضخم سنويًّا، وتجعلها قنبلة موقوتة على الدولة إيقافها، عليها أولاً أن تضع خطة تنمية حقيقية، وأن توفر فرص عمل للشباب البالغين سن العمل بقدرات تناسبهم.
النشطاء : "إحنا عندنا شغل ومخبينه" :-
مواقع التواصل الذي أصبحت عاملا رئيسيا في تداول الأخبار لم تترك تصريح وزير الشباب والرياضة بسهول، حيث سخر العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من تصريحات الوزير قائلين :"إحنا عندنا شغل ومخبينه من الأشرار"، فيما قال آخر :"الله عليك يا أوستاااااااذ".