"الخامس عشر من شهر مايو لم يعد بالنسبة للفلسطينيين يوما للبكاء على الأطلال" فمع مرور67 عاما على "النكبة" أصبح وعي الشعب الفلسطيني بقضيته أكثر إلماما وشمولا، بينما يتراجع حضورها في أذهان المواطن العربي، في مقابل أزمات متفاقمة، سرعان ما تنتقل من دولة عربية إلى أخرى.

حق العودة.. شخصي وتاريخي

"إسرائيل تحاول طمس كل ما هو عربي وإسلامي" هذا ما قاله المحلل السياسي الفلسطيني سميح حبيب لـ"دوت مصر"، مشيرا إلى سعي إسرائيل الدائم إلى تهويد كل ما يمكن تهويده، مؤكدا فشل تلك الساسية قائلا "الفلسطينيون الذين يعيشون فوق أرضهم أصبحوا قوة لا يستهان بها، قوة تحظى بثلاثة عشر مقعدا في الكنيست".

وأكد حبيب أن ذكرى "النكبة" لا بد من التأكيد فيها على أن حق العودة، هو حق شخصي وتاريخي وقانوني في آن واحد، لا يمكن لأحد أن يسقطه أو يتجاوزه بأي حال من الأحوال، مشيرا إلى أن الأزمات العربية أثرت بشكل أو بآخر عن القضية الفلسطينية وكل هذا يصب في مصلحة إسرائيل فقط.

وتابع المحلل السياسي الـ"غزاوي"، أن المسألة تتعلق بالوجود الوطني، والوجود الشخصي للإنسان، وما قامت عليه إسرائيل من دعم استعماري غير محدود، وضعف عربي مزر، أمران لا يمكن ان يستمرا إلى أبد الآبدين.

ويحيي الفلسطينيون في الداخل والخارج الذكرى الـ67 للنكبة، وسط تصعيد إسرائيلي على مختلف المستويات، لا سيما تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وانتهاكات المستوطنين للمقدسات.

انشغال العرب أثر على قضيتنا

فيما أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني محمد هواش لـ"دوت مصر"، أن انشغال العرب بمشاكلهم في سوريا والعراق وليبيا واليمن قد أثر بشكل كبير علي وضع القضية الفلسطينية في جدول أعمالهم، مشيرا إن الاستقرار الأمني في هذه الدول سوف يدفع بالقضية الفلسطينية للمقدمة مرة أخرى لأنها تحتل مكانة كبيرة لدى العرب والمسلمين.

وأوضح هواش، أن الشعب الفلسطيني ينتظر كل ذكرى ليعبر عنها بأشكال مختلفة بين التظارات السلمية والصدامات مع الإسرائيليين، مؤكدا تمسك الشعب بمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي لدولة فلسطين. 

اضرب أضرب تل أبيب
وقد أحيا الشعب الفلسطيني ذكرى "النكبة" على طريقته، حيث قام الفنان الشعبي قاسم النجار بالغناء في مخيم العروب بالخليل بجوار متظاهرين، هاتفا بأغنيته الشهيرة "اضرب اضرب تل أبيب".

فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن مخططات حكومات إسرائيل المتعاقبة فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وأن ما جرى عام 1948 لن يتكرر أبدا.