التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:58 م , بتوقيت القاهرة

إيران والخليج.. 5 أسئلة على هامش "كامب ديفيد"

يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الخميس، بممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، لبحث التعاون الأمني ومناقشة القضايا المشتركة، لاسيما التهديد الإيران لمنطقة الشرق الأوسط، في قمة تعقد في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند.


يأتي هذا اللقاء تزامنا مع لحظات فارقة في تاريخ المنطقة، حيث يطرح 5 أسئلة هامة عن التعاون السعودي التركي في سوريا ومحاولات السعودية لصد التهديد النووي الإيراني، ورد فعل إسرائيل على ذلك.


ما الذي ستخسره تركيا من التدخل العسكري في سوريا ؟ 


 



قال الكاتب بوراك بكديل في مقال نشره منتدي "ميدل إيست"، اليوم الخميس، إن الأخبار التي انتشرت مؤخرا عن اتفاق سعودي تركي يهدف إلى التخطيط بعمليات عسكرية برية وجوية للتدخل في سوريا من المحتمل ألا تكون حقيقية.


ففي مقال بعنوان "تعاون تركي سعودي للتدخل العسكري في سوريا"، أضاف الكاتب أن أي محاولة لنشر قوات تركية في سوريا هو أمر خطر على الجيش التركي. ويضيف أيضا أن أي محاولة لضرب العاصمة السورية دمشق من الطيران الحربي التركي سوف تعرض الطائرات التركية للخطر من النظم الدفاعية القوية السورية، حيث يؤكد الكاتب أن نصف الطائرات التي سوف تخترق المجال الجوي السوري لن تعود إلى الأراضي التركية مرة أخرى، مستشهدا بحادثة سقوط الطائرة التركية يوم 22 يونيو 2012، وأردف: "تركيا ستفكر ألف مرة قبل أن تنفذ عملية عسكرية بالتعاون مع السعودية ضد نظام بشار الأسد في سوريا".


بينما يقول الكاتب جون هادسن في مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية إن السعودية وتركيا وقطر توصلوا إلى اتفاق تفاهم حول سوريا بعد سنوات طويلة من العمل المنفصل، حيث قرروا التعاون والتنسيق لتقويض نظام الأسد، عبر اقناع "جبهة النصرة" بأن تتخلي عن أفكار تنظيم القاعدة لتنضم إلى ائتلاف جديد يجمع المتمردين الأقل تطرفا.


هل ستواجه الرياض النووي الإيراني ببرنامج نووي سعودي؟ 



أشار الكاتب ديفيد سانجر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى قول أحد زعماء الخليج -الذي لم يذكر الكاتب هويته-  أن دول الخليج لا يمكنها أن تقف ساكنة أمام إيران التي سُمح لها بأن تحافظ على قدراتها النووية، مضيفا أن دول الخليج سوف تحصل على ما تحصل عليه إيران عبر البدء في تنفيذ برنامج نووي. 


واستطرد: "جاءت هذه التصريحات أثناء حضور هذا الزعيم الخليجي مؤتمرا في عاصمة كوريا الجنوبية سيول مؤخرا"، إلا أن الكاتب في مقاله الذي يحمل عنوان "السعودية تتعهد بالعمل على التكافؤ مع إيران من ناحية القدرات النووية"، علق على ذلك بقوله إن الأمر ليس بهذه السهولة، حيث أن الكيانات التي تتحكم في سوق الأجهزة والإمدادات المتعلقة بإنتاج الطاقة النووية لن ترسل مكونات إلى منطقة الشرق الأوسط، ما يجعل المصدران الوحيدان لحصول السعودية ودول عربية أخرى على هذه المكونات هما كوريا الشمالية وباكستان.


وأوضح الكاتب الأمريكي جوزيف كشيشيان في مقال له بصحيفة "جولف نيوز" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أمس الأربعاء، أن القليل سيتفاجئون بالبرنامج النووي السعودي، الذي سيتحول إلى حقيقة واقعة تنمو في المستقبل، مشيرا إلى قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز بإلغاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة، بمجرد وصوله إلى العرش، معربا عن تأييده البرنامج الذي تم وضعه عام 2011 لبناء 16 مفاعلا نوويا، ما يعني أن البنية التحتية للطاقة النووية أصبحت واقعا سعوديا على الأرض بمرور الوقت.


واختتم الكاتب مقاله بأن "سياسات واشنطن أضفت التزاما لدى السعوديين بشأن ضرورة اقتناء السلاح النووي، لاسيما أن سياسات واشنطن دفعت نحو انضمام إيران إلى النادي النووي".


كيف ستؤثرالسياسات الداخلية في الخليج على العلاقة مع إيران؟ 



ورأى الكاتب فريدريك ويهري في بحث نشره بمعهد "كارنيجي" أن تلافي دول الخليج خطر إيران لن يأتي عبر إجبارها على وقف برنامجها النووي أو عبر تزويد الولايات المتحدة هذه الدول بالمزيد من الأسلحة المتطورة ونظم الدفاع، ولكن أيضا عبر الاصلاح الداخلي والذي يعد شرطا أساسيا لبناء مستقبل أكثر استدامة وثباتا في الخليج، من أجل وقف التأثير الإيراني في المنطقة.


ويتابع الكاتب في بحث بعنوان "الخليج المتعصب يحتاج إلى أمر أكثر من طمأنة واشنطن" أن وقف التهديد الإيراني يحتاج إلى العمل الدؤوب في سياق الاصلاح الداخلي لتعضيد الاستعدادات العسكرية والدفاعية، لافتا إلى أن إيران لديها تأثير واسع في منطقة الخليج والعالم العربي كله، حيث أن مواطنيها غير راضين عن حكوماتهم ويتطلعون إلى إلهام ودعم خارجي.


وفي هذا السياق، ينقل الكاتب عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأكيده أهمية الإصلاحات الداخلية، قائلا إن التهديدات الداخلية النابعة من القمع والرقابة والمشكلات الاقتصادية المتزايدة هي التهديد الفعلي للأسر المالكة في الخليج، وبالتالي فهي تهدد أيضا المصالح الأمريكية على المدى البعيد أكثر من التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني.


ويوضح أنه بالتالي إذا استطاعت نظم الحكم الخليجية أن تكتسب شرعية وتوافق أكثر داخليا، يمكنها حينئذ أن تكتسب ثقة أكبر وتلعب دورا دبلوماسيا أكبر في الخارج وضمنه تطوير علاقتها مع إيران.


بينما يقول الكاتب جون هادسن في مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية إنه من الناحية الإقليمية، تهدف السعودية أيضا من وراء اجتماع زعماء دول الخليج مع الرئيس الأمريكي إلى تقويض تأثير طهران وتدخلها في سوريا واليمن والعراق ولبنان، لوقف ما يسمونه بـ"التوسع" الإيراني في المنطقة.


أين تقع إسرائيل من خريطة التجاذبات في الشرق الأوسط؟



وذكر الكاتب جون هادسن في مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية أنه - بعكس ما كان يحدث في الماضي- لا تعترض إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة أو يحاولان وقف صفقات الأسلحة الأمريكية مع دول الخليج.


ويشير الكاتب في تقرير بعنوان "اسرائيل: تقدمي وقدمي لدول الخليج أسلحة" أن السبب وراء ذلك هو أن اسرائيل تعرف أن إدارة أوباما تهتم بمساعدة حلفاءها من دول الخليج على وقف التهديد العسكري الإيراني في المنطقة وأيضا التأثير والصعود الإيراني في المنطقة.


هل تضع عرقلة النووي الإيراني حدا لتوسع طهران فى المنطقة؟ 



ومن ناحية أخرى، يري الكاتب جون هادسن أن إيران لن تقبل أبدا بوقف برنامجها النووي، وأنها ستوافق على عقد ضمن شروط محددة، مضيفا أن دول الخليج ستكون مخطئة إذا ظنت أن الاتفاق النووي مع إيران سوف يحد من سيطرة طهران في المنطقة.


وبغض النظر عن أي اتفاق، فإيران بالفعل دولة لها ثقلها في منطقة الشرق الأوسط فهي دولة غنية بالموارد وهو أمر لا يمكن تجاهله، وبالتالي أفضل اتفاق شامل يمكن عقده يأتي فقط عبر وقف التوسع في برنامجها النووي، وتمهيد الطريق لمشاركتها البناءة في المنطقة بالتعاون مع دول الخليج والعرب، فضلا عن القوى العالمية الأخرى.