يوافق 15 مايو من كل عام ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، حيث احتلت إسرائيل كل الأراضي الفلسطينة باستثناء جزء عرف باسم الضفة الغربية.
"شيخ المناضلين"، هكذا يجمع رفاقه وتلامذته على تسميته، يصفونه بأنه ذاكرة وطنية تمشي على قدمين، تحمل أعباء قرن كامل من الأحداث والوقائع، إنه بهجت أبو غريبة، أحد الأبطال الفلسطينيين.

بطولة مبكرة
في ولد عليان عبد العزيز عليان أبو غربية، شيخ المناضلين الفلسطينيين، في بلدة خان يونس 1916، ينتمي إلى عائلة عريقة من مدينة الخليل، أمضى معظم حياته في القدس، واشترك في جميع مراحل الكفاح الفلسطيني المسلح، خصوصا ثورة 1936-1939 وحرب "1947-1949"، حيث كان أحد قادة جيش الجهاد المقدس، وخاض معارك كثيرة، منها معركة القسطل التي قتل فيها عبد القادر الحسيني، وجرح عدة مرات، ودخل السجون والمعتقلات قبل أن يتوفى في عمان 2012.

منقذ سكان الحي
يروي أبو غريبة، فى مذكراته، عن قيامه هو وزملاؤه، وكان عددهم 130 مقاتلا، بالوقوف أمام المليشيات اليهودية، حين اقتحمت بلدة صغيرة بالقدس، تدعى "القطمون"، وبدأ بتهجير أهلها وطمس معالم حضارتها.

خاض أبو غريبة، ورفاقه معركة دامية مع المليشيات اليهودية المسلحة، دامت إلى 10 ساعات متواصلة، تمكنوا من خلالها من إصابة 38 مسلحا يهوديا، وتمكنوا من إخلاء سكان الحي من رجاله ونسائه وأطفاله دون أن تمس "شعره واحدة منهم".

يقول أبو غريبة في مذكراته "استعمل اليهود مكبرات الصوت، وطافوا أحياء المدينة، يخبرون الجميع أن من يأتي برأسي له الأمن هو وكل أفراد أسرته، لكننا استمرينا في القتال، حتى أصدر آمر حامية القدس، فاضل رشيد العراقي أمره لنا بالانسحاب، فانسحب المناضلون".

تاريخ من الكفاح
شارك أبو غريبة بدور أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مع الرئيس أحمد الشقيري، كما شارك بدور أساسي أيضا في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني، وقوات التحرير الشعبية.

وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للمنظمة ثلاث مرت، قبل أن يتخلى عن عضوية اللجنة التنفيذية، وكان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 حتى عام 1991، حين استقال احتجاجا على "قبول المنظمة بقرار مجلس الأمن رقم 242 والاعتراف بدولة العدو".

صدر له عام 1993 القسم الأول من مذكراته "في خضم النضال العربي الفلسطيني" وفي عام 2004 صدر له الجزء الثاني "من النكبة إلى الانتفاضة".

الرحيل
توفّي "شيخ المناضلين الفلسطينيين" في 26 يناير 2012، في العاصمة الأردنيّة عمّان، عن عمر يناهز 96 عامًا، بعد صراع مع المرض.

ونعى الرئيس محمود عباس، آنذاك "القائد والمناضل بهجت أبو غربيّة، بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال دفاعا عن الوطن"، ومنحه وسام نجمة القدس.