فيديو| رئيس وزراء المغرب.. "دايما دموع"
عندما بكى رئيس الوزراء المغربي، عبدالإله بن كيران، في أول مؤتمر إعلامي له، عقب توليه المنصب أواخر عام 2011، اعتقد الكثيرون أن ذلك جاء من أثر الفرحة بفوز حزبه "العدالة والتنمية"، في أول انتخابات تشريعية تجرى تحت ظل الدستور الجديد، ووصول هذا الحزب الإسلامي إلى رئاسة الحكومة، لكن ما لم يحسبوا حسابه، أن هذا التصرف سيتحول إلى "أسلوب حياة" يلازم بنكيران إلى اليوم.
أول مرة
"أوصيكم بالله في سلوكياتكم اليومية، في إيمانكم، في تعليمكم للدين، في التزامكم به، وفي الحفاظ على هدفكم ناصعا لا يخالطه شيء، هنالك هدف واحد يستحق أن يبذل الإنسان الجهد من أجله في هذه الأرض لهذه الدرجة، هو رضا الله والفوز بالجنة والنجاة من النار، ليس هناك شيء آخر".. هكذا كانت كلمة بنكيران التي تخللها الدمع، وهو يتحدث بين يدي شعبه الذي جاء ليحتفل بفوزه، بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية في الرباط.
الثانية
وخلال المؤتمر الوطني السابع للحزب، كانت عدسة الكاميرا مثبتة على رجل يلقي قصيدة لمحمد الديالي، بعنوان "صلاة ربي.. مع السلام"، في مدح النبي محمد، قبل أن تتحول إلى وجه رئيس الوزراء المغربي الذي مالبث أن أخرج منديلا من جيبه، ليكفكف دموعا ذرفها من شدة التأثر.
الثالثة
وفي 9 ديسمبر 2014، وأثناء تشييع جنازة وزير الدولة، القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد الله باها، الذي توفي إثر تعرض لحادث قطار، ظهر عبدالإله بن كيران باكيا، وسط الآلاف ممن حضروا الجنازة، التي انطلقت من بيت رئيس الحكومة، إلى مقبرة الشهداء في الرباط.
الرابعة
بنكيران بكى مجددا الوزير الراحل، خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه، حيث ظهر مرتديا جلبابا أسودا والحزن باديا على محياه، وسط حضور نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الموريتاني، محمد غلام ولد الحاج الشيخ، الذي ألقى قصيدة في رثاء باها، وما إن انتهى، حتى أجهش رئيس الحكومة بالبكاء.
الخامسة
وألقى رحيل وزير الدولة المغربي بظلاله على كلمة بنكيران، لليوم الثالث على التوالي، في أول اجتماع للحكومة دون باها، حيث ألقى كلمة مؤثرة في حق رفيق دربه.
السادس
وفي أربعينية باها، وفي حفل تأبين جرى في جو عائلي بسيط، اقتصر الحضور فيه على المقربين من عائلة الفقيد، وبعض الوزراء و الشخصيات العسكرية و المدنية بالمنطقة، ذرف بنكيران من جديد دموع الحسرة على فراق صديقه، مؤكدا أن أول لقاء جمعهما كان بالمسجد لتبدأ علاقة الصداقة و الأخوة تتوطد بينهما منذ أن كان عمره 20 سنة.
السابعة
وما لبث بن كيران يتعافى من موت عبدالله باها، حتى باغتته وفاة التهامي بوعرافة، أحد رواد العمل الاسلامي بمدينة طنجة، وأحد المساهمين الأوائل في تأسيس الحركة الإسلامية نهاية السبعينات من القرن الماضي، في 6 مارس من العام الجاري.
وظهرت مرة أخرى دموع بنكيران الذي بدا متأثرا خلال تشييع جثمان التهامي، في جنازة مهيبة، إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عمار.
الثامنة
وبعد يوم واحد، وعقب وصلة من الرقص مع فرقة فلكلورية بمنطقة الدشيرة الجهادية في مدينة أكادير بوسط غرب المغرب، تذكر رئيس الوزراء المغربي، عبدالإله بن كيران، طبيعته "الحزينة"، ليبكي أمام حشود من المواطنين تأثرا بحفاوة الاستقبال.