التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:38 م , بتوقيت القاهرة

"رنا" لمحكمة الأسرة: زوجي "بوهيمي".. ويأمرني بخلع الحجاب

وقفت أمام محكمة الأسرة، ترتدي جلبابا واسعا محتفظة بأناقتها، البراءه تملأ وجهها الشاحب الممزوج بالحزن، تنظر إلى السماء، تدعي الفتاة العشرينية الله أن يطيب جروحها، تصمت ثواني قبل أن تتردد في أن تفتح جراحها وتسرد قصتها أم تطوي صفحة الماضي، سرعان ما تقرر أن تبوح بتفاصيل قصتها مع زوجها "الملحد".

أقامت "رنا" دعوى طلاق ضد زوجها "أحمد ، أ"، تحمل رقم 7641 لسنة 2015 أمام محكمة الأسرة بزنانيري، حين أمرها بـ"خلع الحجاب"، لتكتشف بعد ذلك حقيقته.

تقول "رنا" لـ"دوت مصر": "تزوجت منذ 3 سنوات فكان مثال للشاب الخلوق الملتزم دينيا، بعد مرور عامين بدأ يهمل صلاته شيئا فشيئا، إلى أن تركها، في بداية الأمر لم أتعجب، توقعت أنه يمر بأزمة نفسية أو أنه مكتئب بعض الشيء، لكنني لاحظت أيضا أن لا يحبذ سماع الآذان، سألته عما أصابة فقال لي "أنا إنسان بوهيمي"، لم أفهم معنى الكلمة ولم أهتم، لكن في كل مرة أنتقده فيها كان يردد نفس الجملة".

وأضافت "بحثت على الإنترنت عن معنى كلمة "بوهيمي"، ووجدت أنها بمعنى لا دين ولامبالة بالأعراف، لم أصارحه بشكوكي تجاهه، لكن اكتفيت بمراقبته، وفي شهر رمضان الماضي لم يصم، لكنه تظاهر أمامي بالصيام، ثم بدأ يسخر من حجابي ويقول لي "شيلي العمة اللي على شعرك، فيكي شبه من عمي، اقلعيها بلا حجاب بلا كلام فاضي" كنت أصاب بالذهول في كل مرة أسمع منه هذا الكلام، شعرت للوهلة الأولى أنه فقد عقله، واستمررت في إقناع نفسي بذلك حتى لا أفكر للحظة واحدة أنه أصبح ملحدا".

وواصلت "أخبرت والده بحالته، فقرر عرضه على مشايخ ليقرؤون عليه ويتناقشون معه، وبالفعل وافق أن يجلس ويتناقش مع بعض الشيوخ على غير المتوقع، وقال لهم إنه خرج عن تعاليم الدين ولم يعد يقتنع بوجود الله والأديان ولا وجود الجنة أو النار، ولا حساب وعقاب بعد الموت، واعترف أنه يراسل الملحدين على شبكة خاصة، وزاد اقتناعه بكلامهم حول أزلية الكون والتضارب بين آيات القرآن، ويقول إن الرسل أرسلو فقط في الشرق الأوسط، وأن الله لم يرسل رسلا إلى باقي الأمم ولا يعلم عنهم شيئا، ويعيب على سيدنا محمد زواجه من صفية بعد قتل أهلها، وما إلى ذلك، شعرت بالغثيان منه بعد هذه المناقشة، ولم أتحمل رؤية وجهه، تركت له المنزل وطلبت منه الطلاق إن لم يعد عن أفكاره الملحدة ويتراجع عن كفره، لكنه قال لي: أنا لم أؤمن بوجود إله فكيف لي أن أؤمن بعقود زواج وطلاق، افعلي ما تشائين فانا لن أطلق".

واختتمت قائلة "طلب أهله مني الوقوف بجانبه والصبر عليه حتى يعود إلى رشده، لكني حتى الآن لم أستوعب فكرة أني أعيش في منزل واحد مع رجل "كافر"، طيلة الثلاث سنوات كنت حزينة بسبب تأخري في الإنجاب لكني الآن أحمد الله كثيرا أنه لم يرزقني بطفل، كيف كان حاله مع أب كهذا؟، سألت مشايخ عن فتوى حكم زواجي من رجل ملحد، فقالوا لي إنه زواج باطل لأنه مرتد عن دينه، ولأنه يرفض طلاقي، لجأت لمحكمة الأسرة لإقامة دعوى طلاق".