صحف عالمية: السعودية هي القوة العربية العظمى الجديدة
غيرت السياسة العسكرية الجديدة التي اتبعتها المملكة السعودية في اليمن، الموازين إقليميا ودوليا، إلا أن القوة العسكرية ليست وحدها ما زاد من أهمية الدور القيادي للسعودية، حسب الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، وإنما السياسة الاقتصادية أيضا.
وفي هذا التقرير، يلقي "دوت مصر" نظرة على أبرز ما قالته الصحف العالمية عن السعودية اليوم.
فاينانشال تايمز: مشروعات ضخمة رغم انخفاض أسعار البترول
تتجه السعودية لمشروعات ضخمة رغم انخفاض أسعار البترول حيث أشارت الفاينانشال تايمز لتصريحات وزير المالية السعودي، إبراهيم العساف، بأن المملكة تلتزم بمشروعات البنية التحتية رغم انخفاض سعر البترول، ولكنه حذر من أن المملكة سترشد إنفاقها.
وكان صندوق النقد الدولي قد توقع نموا اقتصاديا بنسبة 3% لهذا العام قبل أن ينخفض العام المقبل إلى 2.7%، ومع ذلك تشير التوقعات أيضا إلى انخفاض العجز في الموازنة إلى 14% هذا العام ثم 8% العام القادم.
وول ستريت جورنال: سياسة حكيمة في إدارة ملف الوقود
من جهة أخرى، تبدو إدارة المملكة للطاقة مسار التقدير الإيجابي للخبراء، حسب صحيفة صحيفة "وول ستريت"، التي رأت في اتباع المملكة أسلوبا متوازنا يعتمد على ثقافة ترشيد الاستهلاك بدلا من رفع الأسعار أمرا ستكون له آثار إيجابية من عدة نواحي من بينها البيئة والأعباء على المواطن.
وقالت الصحيفة إن المملكة ستتجه لترشيد استهلاك الوقود، حيث تعمل على تطبيق إجراءات للاستفادة من الوقود بكفاءة بدون تخفيض الدعم. ولترشيد الاستهلاك ستتجه المملكة لمنع مكيفات الهواء التي تستهلك طاقة أكبر بدون فاعلية، حيث صادرت وزارة المالية بالفعل عشرات الآلاف من أجهزة التكييف التي لا تتطابق مع معايير ترشيد استهلاك الطاقة.
التليجراف: السعودية.. بزوغ قوة عربية الجديدة
أما على الجانب العسكري، فرغم أن السعودية لم تكن تفضل التدخل بشكل مباشر في صراعات الشرق الأوسط، إلا أنها في الأزمة اليمنية شكلت تحالفا من 12 دولة. ونشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن هذا التدخل بسبب خطورة الوضع على الدولة المجاورة للحدود السعودية، والتي تسعى إيران من خلال دعمها للحوثيين تأسيس دولة موالية لها، مما يشكل خطرا على الأمن السعودي.
وأشارت الصحيفة إلى زيادة الإنفاق السعودي على التسليح من المركز الرابع على مستوى العالم في 2013، إلى المركز الثالث في 2014، متفوقة على روسيا، حيث يبلغ الإنفاق السعودي على السلاح 81 مليار دولار.
ويقول المستشار الإستراتيجي السابق للحكومة السعودية، نواف عبيد، في تقريره المنشور بالتليجراف، إن مثل هذه التحركات من المتوقع أن تزيد لما هو أبعد من الحرب الحالية في اليمن، خاصة مع زيادة أعداد الدول العربية التي تسقط في براثن حركات التمرد. ومن ثم فإن الموقف الحازم الجديد من السعودية يحتاج إلى أن يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع الواقع المتغير باستمرار في الشرق الوسط، وعلى نطاق أكثر اتساعا في العالم الإسلامي. لكن إذا حل السلام في أي وقت من الأوقات في العالم العربي، فسيكون من الحيوي والضروري أن تبقى المملكة قوية وآمنة وأن تظل مرساة الاستقرار في الإقليم في مواجهة الاضطرابات التي تواجهه.
كون كافلين في التليجراف: القوة العسكرية للمملكة ستشكل الإقليم
ويتفق كون كافلين الخبير الدولي في الإرهاب الدولي وشؤون الشرق الأوسط مع الرأي نفسه، في مقاله المنشور بصحيفة "التليجراف" البريطانية، إذ يرى أن القوة العسكرية للمملكة قد تشكل الإقليم لسنوات طويلة مقبلة، فقد غير الصراع الدائر في اليمن الحسابات العسكرية للمملكة ولم تعد تركن للجلوس في المقعد الخلفي بينما تقود واشنطن المواجهات مع جيرانها، وذلك لعدة أسباب، على رأسها توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن، وهو ما دفع السعودية لوضع سياسة دفاعية جديدة كأكثر الخيارات حيوية.
وبحسب الكاتب، إلا أن ذلك جاء في لحظة تشهد تخفيضا في نفقات القوات المسلحة البريطانية وهو ما يحتاج إلى إعادة النظر من قبل الإدارة البريطانية في مستقبل صفقات السلاح بين البلدين، مشيرا إلى أن الانخفاض في القوة العسكرية البريطانية قد رافقه انخفاض كبير في موقف بريطانيا كقوة عالمية، وكانت النتيجة أن الفرنسيين يعتبرون في الوقت الحالي من قبل العديد من زعماء دول الخليج حلفاء أكثر استحقاقا للثقة من البريطانيين.