علي مملوك.. رجل الاستخبارات السورية الغامض
لا يعرف عن رئيس الأمن القومي في سوريا، اللواء علي مملوك، إلا الكثير من الغموض وانعدام الظهور، الذي يرافق سيرته منذ بروز نجمه على الساحة السورية بعد اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011.
بدأ مملوك ضابطا في إدارة المخابرات الجوية، منذ تأسيسها على يد اللواء محمد الخولي عام 1970م، وكان حينها لا يتجاوز الـ25 من عمره، وفيما بعد أسند إليه رئاسة فرع التحقيق.
ثقة الأسد
تشير روايات إلى أن علي مملوك من الطائفة السنية في دمشق، وأخرى تؤكد أنه من العلوية، لكن المؤكد أن عائلته هاجرت من منطقة لواء اسكندرون إلى دمشق.
مملوك الذي ولد في دمشق عام 1946، يعتبر من القادة الأمنيين الذين يحظون بثقة كبيرة من الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عينه رئيسا لمكتب الأمن القومي، خلفا لهشام بختيار، الذي قتل في تفجير خلية الأزمة بدمشق (2012).
يشرف مملوك، الذي يعتبر على رتبة وزير، على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة رئيس الجمهورية، بموجب دستور 2011، الذي أسند المكتب إلى الرئيس مباشرة بدلا من حزب البعث، وذلك بعد إلغاء أحادية قيادة "البعث" في الدستور.
عقوبات دولية
وورد اسم "مملوك" ضمن المفروض عليهم عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتهمة قمع المظاهرات في سوريا.
وكان من بين الشخصيات التي شملتها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية في أبريل/نيسان 2012، على "منتهكي استخدام الكومبيوتر في إيران وسوريا"، حيث قام بالإشراف على برنامج للاتصالات موجه ضد مجموعات المعارضة، حيث شمل البرنامج كلا من الدعم التكنولوجي والتحليلي الذي قدمته وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
كما ذكر اسمه في ملف اتهام الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة بنقل متفجرات إلى لبنان، حيث اعترف الأخير بنقله متفجرات بسيارته لتنفيذ اغتيالات لقائمة من الأشخاص بالاتفاق مع علي مملوك، في الوقت الذي تشير فيه معلومات إلى أن النظام السوري قد تخلص من مملوك، كما تخلص سابقا من غازي كنعان، وآصف شوكت، وجامع جامع، ورستم غزالي.
اغتيال مملوك
في الأيام القليلة الماضية، تضاربت الأنباء إزاء صحة رئيس اللواء علي مملوك، ونقله إلى مستشفى في دمشق بعد أيام من إعلان مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي.
إلا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلت، عن مصدر إعلامي، نفيه ما تتناقله الأنباء عن اللواء مملوك وصحته وعمله "لم يتعرض لأي عارض صحي، وهو بصحة جيدة وعلى رأس عمله ويمارس مهامه بشكل اعتيادي"، مشيرا إلى أن الحديث عن نقله إلى المستشفى "ضمن الحملة الإعلامية الكاذبة المفبركة ضد سوريا".
وكان الخبير الإيراني أمير موسوي، والمقرب من سلطة الحكمة في إيران قال، عبر موقع فيسبوك "وعكة صحية ألمت به (مملوك) وفق الإخوة في دمشق، كانت نتيجة الإسراف في تناول عشاء دسم أدى لارتفاع الكولسترول، وصحته في تعاف مستمر".
برقيات سرية
وكان موقع "ويكيليكس" قد كشف في برقية دبلوماسية أن مملوك التقى دبلوماسيين أمريكيين في 2010 لمناقشة الجهود الرامية إلى تكثيف التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.
كما تتحدث برقية دبلوماسية أمريكية مؤرخة في 2007، كشف عنها موقع "ويكيليكس" أيضا، عن أنشطته المثيرة للجدل المتعلقة بلبنان، وقمعه للمجتمع المدني السوري والمعارضة الداخلية.