التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:26 م , بتوقيت القاهرة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تعرف على أول ضحايا صاحبة الجلالة

في اليوم العالمي لحرية صاحبة الجلالة، مهنة البحث عن المتاعب، المهنة التي اقترنت بمصطلحات عدة من خيانة وعمالة وجاسوية، كلها تؤدي إلى طريق واحد، السجن أو الاعتقال.


اتضح أن هذا الأمر ليس بجديد في بلاط صاحبة الجلالة، فلم يكن الاعتقال والحبس أمورا وليدة هذه الأيام، ولكنها بدأت منذ ولادة أبنائها البكر في مصر، مصطفى وعلي أمين، التوأم الذي ولع بالصحافة منذ نعومة أظافره، حتى وصل هذا الشغف بالعمل كصحفيين منذ سن الثامنة بتحريرهم في مجلة "الحقوق"، وهي مجلة أنشأها لنشر أخبار البيت.


تربية مصطفى وعلي أمين في كنف أبيهما أمين أبو يوسف المحامي الكبير آنذاك، ووالدتهمن ابنة أخت الزعيم الراحل سعد زغلولن جعلت ولعهما بالسياسة يزداد يومًا بعد يوم، فأنشآ سويًا مجلة "التلميذ" عام 1928م، أي وهما أبناء الرابعة عشرة من عمرهما، إلا أن صغر سنهما لم يمنعهما من الحديث عن مواضيع سياسية هامة، ونقد ومهاجمة الحكومة، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المجلة.


ليواصلا عملهما الصحفي من جديد بإنشاء مجلة "الأقلام" لتغلق هي الأخرى، واستمرا في عملهما حتى أتى عام 1939 ليعيب مصطفى أمين في الأمير محمد علي في إحدى كتاباته فيُصدر حكما بحبسه 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ، إلى أن تم إلغاء هذا الحكم في عهد وزارة النحاس باشا عام 1942م.


ليبدآ  فترة صراع جديدة مع سلطة ثورة 23 يوليو 1952 م، ويعتقلان يوم الثورة ليخرجان بعدها بثلاثة أيام فقط، بعد عدم إثبات أي تهم عليهما، على الرغم من شهادة القراء لمصطفى أمين بأنه  لعب دورا كبيرا، هو والصحفي الوفدي مصطفى رشدي، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، حيث صور مصطفى وعلي أمين أفلاما تفضح بشاعة العدوان الثلاثي، وتخفى الصحفي الوفدي بزي صياد وعبر بحيرة المنزلة ووصل الأفلام إلى دار أخبار اليوم فجرا ليسلم هذه الأفلام.


وأمرت القيادة مصطفى أمين بأن ينشر هذه الصور في أكبر الصحف العالمية، واستجابت له الصحف ونشرت هذه الصور في صفحاتها، ليُتهم مصطفى أمين بالجاسوسية  لصالح أمريكا في عهد عبد الناصر، فكان مصطفى أمين مكلفا بأمر من عبدالناصر بالاتصال بأمريكا، وكانت القيادة تبلغه بما يجب قوله لهم، وأن يوصل لناصر ما تقوله أمريكا، ولكن بعد سوء العلاقة بينه وبين ناصر قبضوا عليه وبحوذته المعلومات التي من المُقرر تسليمها لأمريكا بأمر من القيادة، فُصدر حكم عليه هو وأخيه بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى بالسجن وقضاها علي خارج مصر.


ليقف بجانبه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ويوكل له محاميا للدفاع عنه، ومساعدته أثناء فترة سجنه بكل ما يحتاجه حتى وصل به الأمر إلى التوسط لدى الرئيس جمال عبدالناصر بتخفيف الحكم عليه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وقال له ناصر: "لا أستطيع العفو عن الجواسيس".


ليقضي مصطفى أمين فترة محبسه في كتابة رسائل لابنته صفية يبعث بها بالتفاؤل، حتى منعت إدارة السجن بإمداده بالأدوية أو نقله لتلقي العلاج بأحد المستشفيات، فأرسل لابيته يخبرها فيها أن حالته المعنوية مرتفعة وأن المحن والشدائد تجدد شبابه، ويستمر هيكل في رعايته لأبناء مصطفى أمين وعلي أمين.


وزارت ابنتاه رتيبة وصفية بصحبة أم كلثوم السيدة جيهان السادات للتوسط لأبيهم عند السادات، وبعد ثلاث سنوات من الزيارة أصدر السادات قرارا بالعفو صحيًا عن مصطفى أمين، وجاء علي أمين من لندن، حيث كان يعمل كمراسل لجريدة الأهرام بلندن.


فأصبح علي رئيسًا لتحرير الأهرام ومصطفى رئيسًا لتحرير الأخبار، ليُصدر هيكل كتابه"الصحافة والسياسة"، ويذكر في مقدمته أن كل أطراف المواضيع التي سيتحدث عنها في كتابه على قيد الحياة، وقال إن دار أخبار اليوم التي كان يعمل بها كل من مصطفى وعلي أمين تأسست بتمويل من المخابرات الأمريكية.