التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 02:05 م , بتوقيت القاهرة

صحف عالمية عن تراجع داعش: تفاؤل كاذب

اهتمت الصحف البريطانية، الصادرة اليوم الأحد، بتطورات الأوضاع في سوريا والعراق، والمعركة الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة، حيث اتجهت الصحف إلى القول إن السبيل الأمثل لمواجهة خطر توسع تنظيم "داعش" يتطلب خطة أمريكية جديدة مواكبة للتطورات على الأرض، وتعاونا عربيا وثيقا وتقييم حقيقة خطر "داعش" بشكل واقعي.  


واشنطن بوست: نقطة تحول في سوريا

في العامين الماضيين، ظهر نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، كالطرف الأقوى في الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا، وذلك يرجع إلى التدخل القوي من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران، والأساليب التي وصفتها الصحيفة بالإجرامية مثل إسقاط قنابل غاز الكلور، ولكن يبدو أن الوضع تحول في البلاد، حيث نجح المتمردون في تحقيق مكاسب كبيرة في شمالي وجنوبي البلاد في الأسابيع القليلة الماضية، إضافة إلى بوادر انشقاق داخل دائرة المقربين من الأسد، حسبما ذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الأحد.

وترى الصحيفة أن التحول في القوى قد يخلق فرصة للولايات المتحدة وحلفائها للاستفادة من تغيير الحكام في سوريا، وأن هذا التحول ربما يؤدي أيضا إلى كارثة، مشيرة إلى أنه في حال استبدال نظام الأسد بالقوات الجهادية التابعة لداعش أو تنظيم القاعدة، كما يحدث بالفعل في شرقي سوريا، فإن التطورات ستحتاج إلى استراتيجية أمريكية متماسكة.

وأوضحت أن إحدى نتائج السياسة الحالية لإدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، هي هروب المقاتلين السوريين إلى الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

كما أكدت أن هناك حاجة إلى بديل معتدل وذي مصداقية للرئيس السوري، وأن أحد أسباب فشل الولايات المتحدة في إيجاد بديل هو استحالة تنظيم زعماء المعارضة لأنفسهم داخل البلاد، مشيرة إلى أن رفض أوباما إنشاء منطقة آمنة مدعومة من الولايات المتحدة، بجانب برنامج للتدريب العسكري، سيزيد من توسع الإرهابيين في البلاد.

نيويورك تايمز:التعثر نحو حرب أوسع

المسؤولية الرئيسية في مواجهة الجماعات المتطرفة وإنهاء الحروب الطائفية تقع على عاتق دول المنطقة، بما فيها المملكة العربية السعودية وإيران، وهو ما يتطلب منهما تنحية العداوات جانبا والتعاون، إضافة إلى إصلاحات داخلية في البلدين، حسب افتتاحية نيويورك تايمز. 

وتقول الصحيفة إن مناقشة الولايات المتحدة وحلفائها لتوسيع الحرب ضد داعش خارج حدود العراق وسوريا لن يكون مفاجئا، مشيرة إلى أن الحروب وساعة النطاق أصبحت أمرا معتادا في السنوات الأخيرة.

وكان الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قد بدأ "الحرب على الإرهاب" في أفغانستان، ثم العراق وأماكن أخرى، وبعد 14 عاما من أحداث 11 سبتمبر، لا يزال أوباما مستمر في نشر القوات والأسلحة الأمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة ومتطرفين آخرين في أماكن نائية في العالم، منها باكستان.

وتتركز المعركة ضد داعش في سوريا والعراق إلى حد كبير، حيث سيطر التنظيم على مناطق كثيرة ورسخ وجوده هناك، ولكن بعض الأعضاء الاقليميين في التحالف الدولي ضد داعش، المكون من أكثر من 60 دولة، يضغطون على الإدارة الأمريكية الآن لمحاربة جماعات إرهابية أخرى تابعة لداعش.

وقالت الصحيفة إن ما سبق يعني أن المعركة ضد داعش يمكن أن تنتقل إلى ليبيا، حيث أرسل داعش عدد صغير من المقاتلين للمساعدة في تنظيم المسلحين هناك، وأيضا ضد تنظيم أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء المصرية.

كوكبيرن في الإندبندنت: تفاؤل كاذب

رغم أن الخريطة التي أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" توضح أن داعش فقد 25% من الأرض التي كان قد سيطر عليها، إلا أنها لا تعكس الواقع بدقة على الأرض، حسب الكاتب الأيرلندي، باتريك كوكبيرن في مقاله بصحيفة لإندبندنت البريطانية، والتي أشار فيها إلى أن تلك الخريطة تعكس ما وصفه بالتفاؤل الكاذب الذي يسيطر على تصرفات القوى الخارجية تجاه سوريا والعراق والشرق الأوسط.

وأوضح كوكبرن أن الخريطة التي تظهر المدن والقرى التي فقدها داعش، أغفلت غرب سوريا الذي تقدم فيه التنظيم، ولكنه يرى أن البنتاجون نجح في إقناع الناس بأن داعش يتراجع، مشيرا إلى أن العديد من وكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم أعادت نشر الخريطة كدليل على نجاح الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها دعما لجيش العراقي والقوات الكردية في العراق سوريا.

كما يرى أن الجولة الأخيرة من القتال تعكس احتفاظ داعش بقدرته على شن هجمات واسعة، وأن الجيش العراقي يعتمد بشكل كبير على عدد قليل من وحدات النخبة القتالية، مشيرا إلى أن أعداد القوات المستعدة للقتال تبلغ خمسة كتائب أو 15 ألف جندي، وتشير تقارير أخرى إلى أن العدد ربما يكون أصغر من ذلك.

وأوضح أن أقوى قوى عسكرية تواجه داعش في العراق هي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ولكن الالتزام الأمريكي لتحديد النفوذ الإيراني في العراق يعني أن الولايات المتحدة لا تريد دعم هذه الميليشيات بالضربات الجوية.