المؤرخ روبرت ليسي يحلل قرارات ملك السعودية
الأحد، 03 مايو 2015 05:03 م
اختارت صحيفة هفنجتون بوست المؤرخ البريطاني روبرت ليسي للحديث عن الشأن السعودي، بعد قرار العاهل السعودي الملك سلمان تغيير ولاية العهد من الأمير مقرن إلى الأمير محمد بن نايف، وتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، خاصة وأن القرار يأتي وسط أجواء متوترة في المنطقة.
وروبرت ليسي، هو مؤرخ بريطاني وكاتب سير ذاتية، وتصدر العديد من السير الذاتية التي ألفها قوائم الأعلى مبيعا، وأهمها سيرة هينري فورد، والملكة اليزابيث الثانية. كما أن له باعا في الشأن السعودي، ومن أشهر مؤلفاته عن السعودية كتاب "المملكة" وكتاب "داخل المملكة" الذي وصفه النقاد بأنه مبني على صلات بمصادر ملكية يحلم الكثير من الصحفيين في العالم أن تتاح لهم فرصة التواصل معها.
كما أنجز عام 2009 وثائقيا بعنوان "إعادة تأهيل الإرهابيين" عن تأثير برامج إعادة التأهيل، ويعتمد برنامج "جود مورنينج أمريكا" على ليسي بوصفه خبيرا في الشئون الملكية.
ما السبب وراء قرارات العاهل السعودي؟
يرى ليسي أن السبب وراء القرار هو تأسيس جيل جديد من الحكام السعوديين حيث يتم تصوير المملكة العربية السعودية كمملكة يحكمها كبار السن، الأمر الذي أراد الملك سلمان تغييره بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد وهو في الخمسينات من العمر، والأمير محمد بن سلمان وليا له في الثلاثينات من العمر.
هل تنحى الأمير مقرن عن ولاية العهد طوعا؟
يعتقد ليسي أن الأمير مقرن نفسه يوافق على السبب الذي تم من أجله تغيير ولاية العهد، وأنه لن يحاول الاعتراض أو التسبب في مشاكل، كما أن تعيين الأمير مقرن كان محل جدل عندما عينه العاهل الراحل الملك عبدالله في منصب ولي ولي العهد، حيث كان هناك بعض المعارضة لكون والدة الأمير مقرن يمنية، الأمر الذي يعنى أنه لا يملك الصلات القبلية اللازمة للمنصب.
من هو ولي العهد الجديد؟
يعد الأمير محمد بن نايف أحد أبرز الوجوه في الجيل الجديد، ضمن الأمراء السعوديين، وهو شخصية هادئة وجادة، ويتميز بالكفاءة، لكنه يختلف عن الملك الحالي، حيث الأمير محمد بن نايف أكثر تعاملا مع الغرب بحكم منصبه كوزير داخلية، ويشبهه ليسي بأنه أقرب إلى أستاذ جامعي مقارنة بأسلوب الملك الحالي، الذي يبدو أكثر قربا للجيل المؤسس للدولة.
ويقول ليسي إنه رغم أن الكثيرين يرون محمد بن نايف شخصية سلطوية، إلا أنه أكثر تحررا في وجهات نظره مما قد يعتقد الناس، حيث إنه كان وراء برنامج إعادة تأهيل المتطرفين في المملكة.
من هو الأمير محمد بن سلمان؟
الأمير محمد ين سلمان شخصية مثيرة للجدل أكثر من الأمير محمد بن نايف، يتميز بالجدية في العمل وبشخصية قيادية، وازدادت أهميته لوالده الملك سلمان منذ كان الملك الحالي يتولي منصب محافظ الرياض، ويصفه ليسي بالذراع الأيمن للملك سلمان.
كيف استقبل السعوديين قرار تغيير ولاية العهد؟
يقول ليسي إن الشعب السعودي على وجه العموم يريد الكفاءة والقوة في حكامه، ورغم الجدل السياسي المستمر لدى السعوديين على الانترنت، إلا أنه لا يوجد أي تهديد للعائلة المالكة السعودية، حيث لا يوجد لها أي بدائل.
هل تغير القرارات الجديدة في سياسة السعودية في الداخل أو الخارج؟
تعيين الجبير وزيرا للخارجية، والأمير محمد بن نايف وليا للعهد يؤكد التحالف السعودي الأمريكي في الوقت الذي تشهد فيه المطقة أجواء متوترة، وما يهم واشنطن هو ما الذي تحاول السعودية تحقيقه في اليمن، أما في السعودية فهناك القلق من التقارب الأمريكي مع إيران في المفاوضات حول البرنامج النووي.
وفي السياسة الداخلية لن يكون هناك تغيير على الأرجح، وسوف يستمر الاتجاه المحافظ للملك سلمان، ولكن يبقى التطرف هو الخطر الذي يواجه المملكة.
