تعرف على طابعة منشورات ثورة 1919.. ومكانها مفاجأة
بمجرد أن تدخلها تشعر أنك ركبت آلة الزمن وانتقلت إلى عصر كانت فيه مصر مختلفة وناسها مختلفين، جرامافون، صور لأشهر الزوار مكتوب عليها إهداءات.
أنت في "مقهي ريش الثقافي"، فالمكان ليس مقهى عاديا، لكنه قلعة ثقافية وتاريخية تحمل عبق الذكريات، ففوق المكان المخصص للكاشير وضعت صورة قديمة للمالك المصري للمقهى في شبابه وهو مجدي ميخائيل، وفتحت لنا تلك الصورة تساؤلات عن قصة تأسيس المقهى.
تأسس "ريش" الذي يقع قرب ميدان طلعت حرب عام 1908 بواسطة شخص ألماني، باعه عام 1914 إلى "هنري بير" أحد الرعايا الفرنسيين الذي أطلق عليه اسم "ريش" ليتشابه بهذا الاسم مع أشهر مقاهي باريس التي ما زالت قائمة إلى الآن، وقبل انتهاء الحرب العالمية الأولى اشتراه تاجر يوناني مشهور من صاحبه الفرنسي، ووسعه وحسن بناءه ثم انتقلت الملكية إلى المالك المصري الحالي.
المفاجأة.. أن المقهى يحتوي على الطباعة التي خرجت منها منشورات ثورة 1919، كما أكد المهندس عباس محمود عباس، مرمم مقهى ريش، والتي مازالت موجودة في مكانها ولم يتم اكتشافها إلا عام 1992 بعدما تم البدء في تجديد المقهى مرة أخرى، ولم تنقلها الدولة إلى أي متحف حتى الآن، وربما لا يعرف الكثير أن تلك الطابعة مازلت موجودة في الأساس.
كما أن القبو الذي يوجد أسفل "ريش" يحتوي على باب سحري كان الثوار يستخدمونه للهروب من الإنجليز والذي كان يؤدي إلى ثلاثة شوارع مختلفة، هي: هدى شعراوي وطلعت حرب والبستان، وكان يهرب منها الثوار حينما يتم المهجوم على المقهي والنزول إلى القبو.
مجرد أن تنزل إلى القبو الذي يقيم فيه مثقفو اليوم ندواتهم، تستطيع أن تشاهد المطبعة والركن الشرقي الذي يحتوي على عود ودف، وأيضا بيانو أثري يعود إلى عام 1918.