التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:19 م , بتوقيت القاهرة

الإفتاء ترد على تحريم دراسة الآثار وإدارة الفنادق

قام "مرصد التكفير" التابع لدار الإفتاء المصرية، بالرد على الفتوى التي أصدرها تنظيم منشقي القاعدة "داعش"، بتحريم دراسة علم الآثار وإدارة الفنادق، مؤكدا أن مثل هذه الفتاوى منحرفة تنم عن جهل مطبق عند هؤلاء المتطرفين، الذين لم يتدبروا القرآن ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي تحث على تدبر آثار الأمم السابقة وتلفت الأنظار إليها، وكذلك الأحاديث النبوية، التي نهى فيها النبي عن هدم آطام المدينة والمقصود بها الحصون.


 وأَضاف مرصد الإفتاء، في بيان له اليوم السبت، أن المحافظة على الأماكن والمباني التاريخية والأثرية ذات الطابع التاريخي من المطلوبات الشرعية والمستحبات الدينية التي حثت عليها الشريعة، لما فيها من تدبر آثار السابقين الذي أمرنا الله به في كتابه الكريم.


 وأشار المرصد، إلى أنه عند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا كما تركوها، والدعوة إلى منع تعلم علم الآثار ودراستها، أو هدم الآثار التاريخية أو طمس معالمها، مخالف لسنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين فتحوا هذه الأمصار ولم يتعرضوا لهذه الموجودات من الآثار كونها عبرة وموعظة حض الإسلام أتباعه على الأخذ بها ، فقد جاء الصحابة إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأيا شرعيا يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة.


واعتبر مرصد دار الإفتاء أن الجهل بتعاليم الإسلام وعدم فهمه على الوجه الصحيح سبب لانتشار دعاوى متطرفة لهجر أو هدم الآثار، كونها أصناما وأوثانا، مؤكداً أن الإسلام لم يحرم الآثار، خاصة آثار الأمم السابقة التى يجب أن يأخذ منها المسلمون العبرة والعظة.


وأمَّا دعوى أن الإبقاء على هذه الآثار ودراستها مُحَرَّم لأنها من ذرائع الشرك ويؤدِّي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، فشدد المرصد أنها دعوي واهية؛ لأن الشرع لم يَمنع من مُطْلَق تعظيم غير الله، وإنما يَمنع منه ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون الله، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائزٌ.


وردا على  كون ذلك من ذرائع الشرك؛ لأنه يؤدي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، فقال المرصد : إن هذا الفهم مبني على خَلَلٍ في مفهوم الشرك؛ فالشرك تعظيمٌ مع الله أو تعظيمٌ مِن دون الله؛ ولذلك كان سجودُ الملائكة لآدم -عليه السلام- إيمانًا وتوحيدًا، وكان سجودُ المشركين للأوثان كفرًا وشركًا مع كون المسجود له في الحالتين مخلوقا.